يا بن مسعود، قال الله تعالى: * (أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) * (10).
يا بن مسعود، أجسادهم لا تشبع، وقلوبهم لا تخشع، يا بن مسعود، الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فمن أدرك ذلك الزمان من أعقابكم، فلا تسلموا (11) في ناديهم، ولا تشيعوا (12) جنائزهم، ولا تعودوا (13) مرضاهم، فإنهم يستنون بسنتكم، ويظهرون بدعواكم، ويخالفون أفعالكم، فيموتون على غير ملتكم، أولئك ليسوا مني ولا أنا منهم، فلا تخافن أحدا غير الله، فان الله تعالى يقول: * (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) * (14) ويقول: * (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا إلى قوله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) * (15).
يا بن مسعود، عليهم لعنة الله مني ومن جميع المرسلين، والملائكة المقربين، وعليهم غضب الله وسوء الحساب، في الدنيا والآخرة، وقال الله تعالى: * (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله ولكن كثيرا منهم فاسقون) * (16).
يا بن مسعود، [أولئك] (17) يظهرون الحرص الفاحش، والحسد الظاهر، ويقطعون الأرحام، ويزهدون في الخير، قال الله تعالى: * (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك