كعلم أحدنا بجميع ما في القلب وثبوت حقيقة الملائكة للمتكلم في قوله: «لو كنت ملكا لم أعص» ومن هذا القبيل قوله تعالى: (ولئن أشركت ليحبطن عملك) على أنه يمكن أن يكون المقصود من التعليق هو التعريض بوجوب التقية وكتمان الأسرار على من يخاف منه الضرر كما في قولك: «و الله لو شتمني الأمير لضربته» فإنه تعريض بشاتم آخر وتهديد له بالضرب بدليل أن الأمير ما شتمك ولو شتمك; لما أمكنك ضربه. فليتأمل. قوله: (ان علم العلماء) منهم سلمان كما يصرح به.
قوله: (وإنما صار سلمان من العلماء لأنه) قال القرطبي: سلمان يكنى أبا عبد الله وكان ينسب إلى الإسلام فيقول: أنا سلمان ابن الإسلام، ويعد من موالي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنه أعانه بما كوتب عليه; فكان سبب عتقه، وكان يعرف بسلمان الخير، وقد نسبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيته فقال: «سلمان منا أهل البيت» وأصله فارسي من رامهرمز قرية يقال لها جي، وقيل: بل من أصبهان، وكان أبوه مجوسيا فنبهه الله تعالى على قبح ما كان عليه أبوه وقومه وجعل في قلبه الشوق إلى طلب الحق فهرب بنفسه وفر عن أرضه فوصل إلى المقصود بعد مكابدة عظيم الشعاب والصبر على المكابدة.
وقال علي (عليه السلام): «سلمان علم العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت» وعنه أيضا:
«سلمان مثل لقمان» وله أخبار حسان وفضائل جمة.
قوله: (فلذلك نسبته إلى العلماء) أراد بالعلماء أهل البيت (عليهم السلام).
* الأصل:
3 - علي إبراهيم، عن أبيه، عن البرقي، عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا صدور منيرة، أو قلوب سليمة أو أخلاق حسنة. إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم (ألست بربكم) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا، ففي النار خالدا مخلدا.
* الشرح:
قوله: (لا يحتمله إلا صدور ومنيرة) (1) وهي صدور الأنبياء شبه نفوسهم القدسية بالشمس لمكان المشابهة بينهما في اتصافهما بأنوار الكمالات وحصول الهداية عنها مع لطفها وصفائها.