شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٤
من شرافة الذات ونورانيتها والكلمات الفاضلة والأخلاق الكاملة والأشراق التي تختص بها عقولهم والقدرة على ما لا يقدر عليه غيرهم من العلم بالأمور الغيبية والأسرار الإلهية والأخبار الملكوتية والآثار اللاهوتية والأطوار الناسوتية والأوضاع الفلكية والأوصاف الملكية والوقايع الخالية والبدائع الآتية والحالية والأحكام الغريبة والقضاء العجيبة، صعب في نفسه، مستصعب فهمه على الخلق، لا يؤمن به ولا يقبله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان وأعده بتطهيره وامتحانه وابتلائه بالتكاليف العقلية والنقلية وكيفية سلوك سبيله لحصول الإيمان الكامل بالله وبرسوله وبالأئمة وباليوم الآخر حتى يتحلى بالكمالات العلمية والعملية والفضائل الخلقية والنفسية ويعرف مبادئ كمالاتهم وقدرتهم وكيفية صدور مثل هذه الغرايب والعجائب عنهم، فيصدقهم ولا يستنكر ما ذكر من فضائلهم وما يأتون به من قول وفعل وأمر و نهي وإخبار ولا يتلقاهم بالتكذيب، كما كان جماعة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) يفعلون ذلك معه فيما كان يخبر به من الفتن والوقايع حتى فهم ذلك منهم فقال: يقولون يكذب، قاتلهم الله فعلى من أكذب؟
أعلى الله وأنا أول من آمن به، أو على رسوله وأنا أول من صدقه؟ بل يحمل كل ما يقولون ويفعلون ويأتون به على وجهه وينسبه إلى مبدئه ويتلقاه بالقبول عليه ويحمله على الصواب إن عرفه ووجد له محملا صحيحا، وإن اشمأز قلبه وعجز عن معرفته تثبت فيه وآمن به على سبيل الإجمال وفوض علم كنهه إلى الله وإلى الرسول وإلى عالم من آل محمد ولا ينسبهم إلى الكذب; إذ كما أن للقرآن ظاهرا وباطنا ومحكما ومتشابها ومجملا ومفسرا كذلك ما صدر منهم، ومن نسبهم إلى الكذب فقد كفر بالله العظيم، وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ذلك بقوله: «أمرنا صعب مستصعب لا يعرف كنهه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان. فإذا انكشف لكم أو وضح لكم أمر فاقبلوه وإلا فأمسكوا تسلموا، وردوا علمنا إلى الله فإنكم في أوسع ما بين السماء والأرض».
قوله: (فما ورد عليكم من حديث آل محمد (صلى الله عليه وآله) - إلى آخره - سواء دل ذلك الحديث على
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417