شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٥
أسرار المبدأ والمعاد أو على الأحكام والأخلاق (1)، أو على أحوال القرون الماضية والآتية، أو على صفاتهم وكمالاتهم الفايقة على كمالات غيرهم فما ورد عليكم من هذه الأحاديث فإن لانت له قلوبكم واحتملته ولم تستصعبه وعرفت المراد منه إما لكونه ظاهرا أو لكونه مؤولا بتأويل موافق لقوانينهم عقلا ونقلا فاقبلوه واعملوا به إن كان متعلقا بالعمل، وإن اشمأزت منه قلوبكم وتقبضت منه وأنكرته أي لم تعرف المراد منه ولم تجد له محملا صحيحا فلا تردوه ولا تقولوا هو كاذب بل ردوا علم كنهه و حقيقته إلى أهله هذا إذا لم تجده مخالفا للكتاب والسنة النبوية مخالفة لا يمكن معها الجمع بينهما وإلا فلا ضير في رده; لما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) من «أن كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف» وعنه (عليه السلام) «ما جاءكم عني يخالف كتاب الله فلم أقله».
قوله (لا يحتمله) لصعوبة فهمه عليه وخروجه عن وسعه إما لقصور في عقله أو لغموض في المقصود.
قوله (والإنكار هو الكفر) أي إنكارهم أو إنكار حديثهم ونسبة الكذب إليه مع العلم أو الظن بأنه حديثهم سواء سمعه شفاها أو بواسطة.
* الأصل:
2 - أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله. ولقد آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، إن علم العلماء صعب مستصعب، لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فقال: وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء.
* الشرح:
قوله (فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله) المراد بما في قلب سلمان العلوم

1 - قوله «أو على الاحكام والاخلاق» والحق أن ما ورد للعمل يجب أن يكون مبنيا حتى يمكن أن يعمل به جمع المكلفين والا لزم نقص الغرض وأما الاعتقادات كاسرار المبدء والمعاد ومقامات الأئمة والأنبياء فلا، يختلف الناس في استعداد فهم الحقائق ومنع الفطن المدقق عنه ظلم، وتحليف البليد به تكليف بما لا يطاق، لا يبعد أن يرد في الأدلة ما يختص بفهمه بعضهم دون بعض ويكون مبينا لهم دون غيرهم ونحن نرى استعداد الناس يختلف فبعضهم يسهل عليه فهم العلوم الرياضية وبعضهم علوم الأدب ولا يمكن تعليم غير المستعد ولا يجوز منع المستعد كذلك مسائل الأصول وأما ما يتعلق بالعمل كالفقه والاخلاق فيسهل فهمه لجميع الناس وجميعهم مكلفون به. (ش)
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417