شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١١
عن أوليائه وأهل طاعته، ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان، فاكتموا عمن امر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك و صلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
* الشرح:
قوله (إن عندنا والله سرا من سر الله) إن كان «من» للتبعيض يستفاد منه أن بعض الأسرار والعلوم مختص به سبحانه وبعضها أظهر لهم (عليهم السلام) وهو على قسمين قسم يختص بهم وقسم لا يختص بهم بل هم مأمورون بتبليغه إلى الخلق ولا يقبله منهم إلا من كان بينه وبينهم مناسبة ذاتية وموافقة روحانية ولا بد من استثناء نبينا (عليه السلام) من قوله «ولا نبي مرسل» لأنه أولى بالاختصاص بذلك العلم المختص بهم إذ منه وصل إليهم.
قوله (فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة) الظاهر أن الحمالة بتشديد الميم من صيغ المبالغة، والتاء إما للمبالغة كعلامة أو للتأنيث بتقدير موصوف مؤنث أي طائفة حمالة، ثم القابل لذلك العلم باعتبار أنه يوضع فيه يسمى موضعا، وباعتبار أنه مستعد لقبوله يسمى أهلا، وباعتبار أنه يحتمله يسمى حمالة، فهي بالذات واحد، وبالاعتبار مختلف.
قوله (حتى خلق الله لذلك أقواما من طينة) لما علم الله تعالى أن أقواما يقبلون حديث محمد وذريته (صلى الله عليه وآله) خلقهم لطفا وتفضلا من طينتهم وأصلهم; ليكون ذلك معينا لهم في القبول والتحمل وليرجعوا في الدنيا والآخرة إلى أصلهم فلا يلزم الجبر ولا الظلم في خلق من عداهم من غير طينتهم، وحينئذ قوله فيما بعد «فلو لا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك» معناه أن كونهم كذلك أي قائلين محتملين لحديثهم، لأجل تحقق خلقهم من هذا معين لهم في القبول والتحمل أو لأن تحقق المسبب دليل على تحقق السبب وعدم نقيضه، وبعبارة أخرى: لما خلق الله تعالى طينتهم (عليهم السلام) وأرواحهم نورانيين وأشرقت أنوارهم على طينة كل من يحتمل حديثهم وسلم لهم في عالم الأعيان وعلى أرواحهم بحيث يستضيء بنورهم في عالم الأنوار، كل من يستضيء بنورهم في عالم الأبدان على أن يكون ذاك سببا عن هذا كما أن ظل الشيء مسبب عنه خلقه الله تعالى من نور طينتهم وأرواحهم فهو نوراني في العالمين كما أن من لم ينتفع بحديثهم ولم يسلم لهم ظلماني
(١١)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، السب (1)، الكتمان (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417