بالديباج وكان شجاعا كريما سخيا. وفي بعض كتب السير أنه كان يرى رأي الزيدية في أن الإمام من نسل فاطمة عليها السلام من يخرج بالسيف فخرج في سنة تسع وتسعين ومائة على المأمون فغلب بعد المحاربة وأخذ وبعث إلى المأمون وهو في خراسان فعززه وأكرمه ومات في جرجان عند توجه المأمون إلى بغداد فدخل المأمون بنفسه في قبره ودفنه.
قوله (فقل: رأيت في المنام) أمره بذلك أما باعتبار أنه رأى ذلك في النوم في الواقع، أو باعتبار أن الكذب للمصلحة وحفظ النفس المحترمة (1) جاير.
قوله (لا يدرون ما يحل بهم في تلك السنة) قد ذكرنا سابقا ما حل بهم وسببه.
قوله (ثم قال: وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين وضم أصبعيه) أي سبابتيه ويحتمل غيرهما وأراد بقوله: «هارون وأنا كهاتين» ما بينهما من المقاربة والمجاورة، وأنا أما في محل النصب على أن الواو بمعنى مع، أو في محل الرفع بالعطف، وقوله: «كهاتين» في موضع الرفع على الخبر أي مقترنان ويقع التشبيه بالجوار.
قوله (حتى دفناه معه) لما بلغ هارون خروج رافع بن ليث بن نصر بن سيار واستيلاؤه في ما وراء النهر بعث هرثمه بن أعين إلى دفعه ونهض في عقبة إلى خراسان، وبلغ هذا الموضع فمرض مرضا شديدا وعند ذلك انهي إليه أن هرثمة هزم رافع بن ليث وأسر أخاه بشيرا وأرسله فأمر بإحضار بشير وأمر القصاب بقطع أعضائه ومات بعده بثلاثة أيام سنة ثلاث وتسعين ومائة ودفن في ذلك الموضع ثم دفن فيه الرضا (عليه السلام) سنة ثلاث ومائتين فالتفاوت بينهما عشر سنين.
* الأصل:
10 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن محمد القاساني قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه حمل إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) مالا له خطر، فلم أره سر به قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت هذا المال ولم يسر به، فقال: يا غلام الطست والماء، قال: فقعد على كرسي وقال بيده للغلام: صب علي الماء، قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب، ثم التفت إلي فقال لي: من كان هكذا [لا] يبالي بالذي حملته إليه؟
* الشرح:
قوله (فلم أره سر به - الخ) كأنه لم يدع لصاحبه مع أن الدعاء له مستحب لعلمه بأن في قلب السامع شيئا من الزيغ فأراد أن يريه شيئا من الإعجاز والكرامات ليرفعه كما هو شأن الحكيم.
* الأصل:
11 - سعد بن عبد الله; وعبد الله بن جعفر جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن