هذا لا يصلح للإمامة قطعا.
قوله: (ولا يوجد - إلى قوله - مخصوص) أي لا يوجد منه بدل مستحق للإمامة والخلافة مع وجود. ولاله مثل في الشرف الذاتي والنسبي ولا له نظير في الفضل والكمال.
قوله: (من غير طلب) (1) دل على أن الامام ليس بمجتهد يخرج الأحكام وغيرها بالاستنباطات العقلية خلافا للعامة فإنهم اشترطوا أن يكون الإمام مجتهدا في الأحكام الشرعية ليستقل للفتوى والاستنباطات بناء على أصلهم من أن الإمام لا يجب أن يكون عالما بجميع الأحكام بالنص حتى أنه إذا أخطأ لم يأثم بل يؤجر ويجب على الغير اتباعه. فاعتبروا يا أولي الأبصار.
قوله: (فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام) لما أشار إلى جملة من أوصاف الإمام أشار هنا إلى أن تعيينه خارج عن طوق البشر لأن عقولهم لا تصل إلى صفة مامن صفاته فضلا عن جميعها.
قوله: (هيهات هيهات) أي بعد معرفة الإمام وإمكان اختياره عن الخلق بعدا مفرطا وبين بعده بقوله «ضلت العقول إلى آخره» والعقل إذا لم يقدر على الوصول إلى مطلوب يقال: ضل عنه إذا لم يجد طريقه.
قوله: (وتاهت الحلوم) الحلم بالكسر: العقل وهو من الحلم بمعني الأناة والتثبت في الامور وذلك من شعار العقلاء ويجمع في القلة على أحلام وفي الكثرة على حلوم بضم الحاء.
قوله: (وحارت الألباب): وهي جمع لب وهو العقل وقد ذكر للعقل وقد ذكر للعقل ثلاثة أوصاف: الضلالة والتيه والحيرة، والأول: أن لا يجد طريق المطلوب مع الظن غير طريقه طريقا له.
والثاني: الذهاب والحركة في غير طريقه، والثالث: هو الحيرة الحاصلة بعد التيه لعدم وجدان المطلوب.
قوله: (وخسئت العيون) في الصحاح خسأ بصره خسأ وخسوءا: أي سدر يعني تحير ومنه قوله تعالى «ينقلب إليك البصر خاسئا» وفي الصراح: الخسوء «خيره شدن چشم».