شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢١٦
هذا لا يصلح للإمامة قطعا.
قوله: (ولا يوجد - إلى قوله - مخصوص) أي لا يوجد منه بدل مستحق للإمامة والخلافة مع وجود. ولاله مثل في الشرف الذاتي والنسبي ولا له نظير في الفضل والكمال.
قوله: (من غير طلب) (1) دل على أن الامام ليس بمجتهد يخرج الأحكام وغيرها بالاستنباطات العقلية خلافا للعامة فإنهم اشترطوا أن يكون الإمام مجتهدا في الأحكام الشرعية ليستقل للفتوى والاستنباطات بناء على أصلهم من أن الإمام لا يجب أن يكون عالما بجميع الأحكام بالنص حتى أنه إذا أخطأ لم يأثم بل يؤجر ويجب على الغير اتباعه. فاعتبروا يا أولي الأبصار.
قوله: (فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام) لما أشار إلى جملة من أوصاف الإمام أشار هنا إلى أن تعيينه خارج عن طوق البشر لأن عقولهم لا تصل إلى صفة مامن صفاته فضلا عن جميعها.
قوله: (هيهات هيهات) أي بعد معرفة الإمام وإمكان اختياره عن الخلق بعدا مفرطا وبين بعده بقوله «ضلت العقول إلى آخره» والعقل إذا لم يقدر على الوصول إلى مطلوب يقال: ضل عنه إذا لم يجد طريقه.
قوله: (وتاهت الحلوم) الحلم بالكسر: العقل وهو من الحلم بمعني الأناة والتثبت في الامور وذلك من شعار العقلاء ويجمع في القلة على أحلام وفي الكثرة على حلوم بضم الحاء.
قوله: (وحارت الألباب): وهي جمع لب وهو العقل وقد ذكر للعقل وقد ذكر للعقل ثلاثة أوصاف: الضلالة والتيه والحيرة، والأول: أن لا يجد طريق المطلوب مع الظن غير طريقه طريقا له.
والثاني: الذهاب والحركة في غير طريقه، والثالث: هو الحيرة الحاصلة بعد التيه لعدم وجدان المطلوب.
قوله: (وخسئت العيون) في الصحاح خسأ بصره خسأ وخسوءا: أي سدر يعني تحير ومنه قوله تعالى «ينقلب إليك البصر خاسئا» وفي الصراح: الخسوء «خيره شدن چشم».

1 - قوله «من غير طلب» تصريح بالنتيجة بعد ذكر المقدمات وتقريب الاستدلال أن الإمامة مشروطة بشرائط كالعلم والعصمة وهو واحد في الدنيا لا يدانيه وليس مثله ونظيره وهو مؤيد بقوة إلهية لا يطلع عليها أحد من الناس وله فضل منحه الله من غير طلب اكتساب فلا يمكن أن يكون نصبه مفوضا إليهم مع عدم علمهم بمن حصلت الشرائط فيه، وأيضا إذا كان المتصف بها منحصرا في واحد لم يكن معنى للاختيار والانتخاب إذ الانتخاب لا يتحقق إلا إذا كان هناك جماعة كل واحد يليق لهذا المنصب. (ش)
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354