قوله: (الموسوم بالحلم) الحلم: ملكة تحت الشجاعة وهي الإناءة والرزانة عند الغضب ومجابهته.
قوله: (نظام الدين) نظمت اللؤلؤ: أي جمعته، والنظام: الخيط الذي ينظم به اللؤلؤ، وإنما شبه به لأنه ينتظم به إلي المسائل الدينية والعلوم العقلية والنقلية. قوله (وعز المسلمين) لأنه يندفع عنهم ذل طعن الطاعنين وشبهة الجاحدين وصولة الكافرين بحدة سنانه ولطف بيانه وطلقة لسانه (1) وقوة جنانه، وفيه تعميم بعد تخصيص لأنه قد مر أنه عز المؤمنين.
قوله: (وبوار الكافرين) البوار: الهلاك وحمله على الإمام على سبيل المبالغة والمراد بإهلاكهم:
إبطال عقائدهم بلطف البيان، وإزهاق أرواحهم بالسيف والسنان.
قوله: (ولا يعاد له عالم) دل على أنه يشترط أن يكون الإمام أفضل زمانه وهو مذهب الإمامية، وأما مذهب العامة فقال الآبي: لم يشترط ذلك الأكثر يعني أكثر العامة وأجازوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل، وفصل القاضي أبو بكر الباقلاني فقال: إن لم يؤد العقل إلى هرج وفساد جاز وإلا لم يجز. ولا يخفى عليك فساد قولهم لأن الإمامة ولاية عامة في الدين والدنيا موجبة لطاعة موصوفها على الاطلاق فلو سئل المفضول بما ليس عنده من أمر الدين وكان عند الأفضل وجب عليه وعلى غيره إطاعة ذلك الأفضل فيلزم أن يصير الإمام مأموما فلا يكون الإمام إماما على الإطلاق ومثل