شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٥ - الصفحة ٢٠٢
الفضيلتين فمن كان موسوما بسمة الجهالة، وموصوفا بصفة الضلالة، ورذيلة الغباوة والحماقة لا يصح أن يكون إماما.
قوله: (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) عطفهما على الخيرات من باب عطف الخاص على العام للإشعار بفضلهما والاهتمام بشأنهما وحذفت التاء من إقام الصلاة للتخفيف مع قيام المضاف إليه مقامها وهو صريح في أن الإمام يجب أن يكون مقيما للصلاة معطيا للزكاة في جميع العمر وأوان التكليف فكيف يكون الثلاثة الذين مضى أكثر أعمارهم في عبادة الأصنام مستحقين للإمامة.
قوله: (وكانوا لنا عبادين) عطف على «أوحينا» أو حال عن ضمير إليهم بتقدير قد، وإيحاء فعل الخيرات حينئذ لزيادة الترغيب والحث على فعلها وتقديم الظرف بقصد الحصر أي وكانوا عابدين لنا لا لغيرنا ومخلصين في عبادتهم غير مشركين في جميع العمر، كما يشعر به لفظ كانوا وهو صريح في أن من أشرك في وقت من الأوقات لا يجوز أن يكون إماما فكيف يكون الثلاثة الذين أشركوا في أكثر الأوقات أئمة.
قوله: (يرثها بعض عن بعض) بنص الأول للآخر بأمر الله تعالى جل شأنه.
قوله: (قرنا فقرنا) بالنصب على الظرفية أو على المصدرية وفي النهاية الأثيرية: القرن أهل كل زمان وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان مأخوذ من الاقتران فكأنه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم.
وقيل: القرن أربعون سنة، وقيل: ثمانون، وقيل: مائة، وقيل: مطلق من الزمان وهو مصدر قرن يقرن.
قوله: فقال جل وتعالى: (أن أولى الناس) أي أخص الناس بإبراهيم وأقربهم منه للذين اتبعوه في عقائده وأعماله وأقواله ظاهرا وباطنا ولم يخالفوه أصلا وهم أوصياؤه (عليهم السلام) وهذا النبي الامي العربي والذين آمنوا بالله من أوصيائه (عليهم السلام) والله ولي المؤمنين ينصرهم لإيمانهم وإرشادهم عباد الله إلى صراطه المستقيم وقد احتج أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه على أوليته بالخلافة فقال:
«وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا، وهو قوله تعالى: (واولوا الأرحام بعضهم اولي ببعض في كتاب الله) وقوله تعالى: (إن أولى الناس بإبراهيم) - الآية يعني كتاب الله - يجمع لنا ما ذهب عنا من هذا الأمر وهو هاتان الآيتان، أما دلالة الآية الاولى فلأنه (عليه السلام) من أخص أولي الأرحام بالنبي فهو أولى بالقيام مقامه بحكم هذه الآية. وأما الدلالة الثانية فلأنه (عليه السلام) أقرب الخلق إلى الإيمان به واتباعه وأولهم فقد ظهر أنه (عليه السلام) أولى به وبمنصبه تارة من جهة قرابته وتارة من جهة طاعته واتباعه وعدم مخالفته بوجه من الوجوه.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين 3
2 باب الاستطاعة 38
3 باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 47
4 باب اختلاف الحجة على عباده 57
5 باب حجج الله على خلقه 60
6 باب الهداية أنها من الله عز وجل 68
7 باب الاضطرار إلى الحجة 75
8 باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام)) 108
9 باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث 115
10 باب ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام 121
11 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 122
12 باب أنه لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة 128
13 باب معرفة الإمام والرد اليه 130
14 باب فرض طاعة الأئمة 150
15 باب في أن الأئمة شهداء الله عز وجل على خلقه 162
16 باب ان الأئمة عليهم السلام هم الهداة 167
17 باب ان الأئمة عليهم السلام ولاة امر الله وخزنة علمه 169
18 باب أن الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه 174
19 وأبوابه التي منها يؤتى 174
20 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز وجل 177
21 باب ان الأئمة هم أركان الأرض 183
22 باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته 193
23 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهو الناس المحسودون الذين ذكرهم الله عز وجل 252
24 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم العلامات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه 260
25 باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 262
26 باب ما فرض الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) من الكون مع الأئمة (عليهم السلام) 263
27 باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة (عليهم السلام) 270
28 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة (عليهم السلام) 275
29 باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام)) 277
30 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم 280
31 باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) 281
32 باب أن الأئمة في كتاب الله إمامان: إمام يدعو إلى الله وإمام يدعو إلى النار 283
33 باب [أن القرآن يهدي للإمام] 286
34 باب أن النعمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الأئمة (عليهم السلام) 287
35 باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم 288
36 باب عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) 291
37 باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي (عليه السلام) 293
38 باب ان الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة 295
39 باب أن الأئمة (عليهم السلام) ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم 298
40 باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم 301
41 باب أن الأئمة (عليهم السلام) عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها 309
42 باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة (عليهم السلام) وانهم يعلمون علمه كله 312
43 باب ما أعطي الأئمة (عليهم السلام) من اسم الله الأعظم 317
44 باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء (عليهم السلام) 320
45 باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله عليه وآله ومتاعه 323
46 باب أن مثل سلاح رسول الله مثل التابوت في بني إسرائيل 333
47 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام 334
48 باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها 344
49 فهرس الآيات 354