قوله: (فقلدها (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام)) أي جعلها لازمة في عنقه لزوم القلائد في الأعناق على رسم ما فرض الله تعالى عليه وامتثال أمره لكونها جلية لا تليق إلا به.
قوله: (فصارت في ذريته الأصفياء) وصف الذرية بثلاثة أوصاف أحدها الصفاء المطلق وهو الخلوص عن جميع الأكدار والأعراض عن جميع الأغيار والتوسل إليه تعالى في جميع الأحوال، وثانيها حقيقة العلم ووصفهم بذلك يقتضي أن يكون لهم العلم بجميع الأشياء، وثالثها حقيقة الإيمان وهو يفيد أن لهم أعلى مراتب الإيمان ليشعر بأن المستحقين للإمامة هم الموصوفون بهذه الصفات لأن غيرهم لا يخلو عن ظلم ما والظالم لا ينال الإمامة كما قال سبحانه: (لا ينال عهدي الظالمين).
قوله: بقول تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان) الجار متعلق بصارت أو بأتاهم والمجرمون يقسمون يوم القيامة أنهم ما لبثوا في الدنيا أو في القبور غير ساعة لاستقلالهم مدة لبثهم إضافة إلى مدة عذابهم في الآخرة أو نسيانا كما أشار إليه سبحانه بقوله: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون) أي مثل ذلك الصرف عند التحقيق كانوا يصرفون في الدنيا ويجيبهم الذين أوتوا العلم والإيمان من الأئمة المعصومين والعترة الطاهرة لقد لبثتم في كتاب الله أي في علمه أو قضائه أو اللوح المحفوظ أو القرآن إلى يوم البعث فهذا يوم البعث الذي كنتم منكرين له لرد ما قالوه وحلفوا عليه، وهذا الجواب وإن لم يتضمن تحديد مدة لبثهم لكن فيه دلالة بحسب قرينة المقام على أنها زائدة على ما قالوه كثيرا حتى كأنها لا يحيط بها التحديد.
قوله: (إذ لا نبي بعد محمد) دليل لقوله تعالى إلى يوم القيامة يعني أن خلافة النبي (صلى الله عليه وآله) مستمرة في ولد علي (عليه السلام) إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله) حتى تنقطع الخلافة من ولد على (عليه السلام).
قوله: (فمن أين يختار هؤلاء الجهال) الفعل إما مجهول والجهال صفة لهؤلاء أو بدل، وإما معلوم والجهال مفعول على الظاهر أو صفة أو بدل على الاحتمال (1) وعلى التقادير فيه إشعار بأن