بهم يتنور أذهان الخلائق لقبول فيض الحق ويستعد قلوبهم لسلوك سبيله، وقد روي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: «من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم وهم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته وقال الله تعالى (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك) وقال عز وجل: (كل شيء هالك إلا وجهه) وإطلاق الوجه على هذا المعنى شايع، قال في المغرب: (فثم وجه الله) أي جهته التي أمر بها ورضيها. وينبغي أن يعلم أن الحصر المستفاد من «إنما» إنما هو بالنظر إلى ما قالوه أو بالنظر إلى كون المراد بالوجه ما ذكره (عليه السلام) هو المقصود الأصلي من هذه الآية وتنزيلها فلا ينافيه أن يكون للوجه تأويل آخر وهو ذاته تعالى كما ذكره بعض المفسرين ومعناه أن كل شيء في مرتبة ذاته هالك إلا ذاته الحقة بذاته، وقد أو ضحنا ذلك سابقا.
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي» نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: «كل شيء هالك إلا وجهه» قال: من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد (صلى الله عليه وآله) فهو الوجه الذي لا يهلك وكذلك قال: «ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.
* الشرح:
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) قال من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد (صلى الله عليه وآله) فهو الوجه الذي لا يهلك) هذا القول تفسير للوجه وضمير هو يعود إلى الموصول والمعنى أن كل شيء هالك في الدنيا والآخرة إلا من أطاع محمدا (صلى الله عليه وآله) ولا ريب في أن الأئمة الطاهرين أفضل وأشرف من أطاعه فهم المقصودون بهذا الوجه أولا وبالذات، ثم يندرج فيه كل من تبعهم إلى يوم القيامة الحمد الله رب العالمين (وكذلك قال: (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) في بعض النسخ «ولذلك» باللام ويمكن أن يكون هذا الكلام استدلالا على المطلوب; تقريره من أطاع الرسول فقد أطاع الله ومن أطاع الله فهو وجه الله الذي يؤتى منه، ينتج من أطاع الرسول فهو وجه الله.
* الأصل: