شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٢٠
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام النخاس، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نحن المثاني الذي أعطاه الله نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم ونحن عين الله في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا. وإمامة المتقين.
* الشرح:
(محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام النخاس، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: نحن المثاني التي أعطاها الله محمد (صلى الله عليه وآله)) المثاني جمع مثنى أو مثناة من التثنية بمعنى التكرار وإنما سموا مثاني لاقترانهم بالقرآن وفي كتاب التوحيد:
«معناه» نحن الذين قرننا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى القرآن وأوصى بالتمسك بالقرآن وبنا وأخبر أمته بأنهما لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض» انتهى، ويبعد أن يراد بالمثاني القرآن ويكون حملها على نحن باعتبار أنهم (عليهم السلام) مظاهر القرآن والسنة أو باعتبار أن القرآن صار مثاني باقترانه بهم; لأن كل ذلك خلاف المتبادر من الحمل (ونحن وجه الله) إذ بهم يتوجه الخلائق إلى المعارف الإلهية والملة النبوية والكمالات النفسانية (نتقلب في الأرض بين أظهركم) بفتح الهمزة وضم الهاء جمع الظهر أي نتقلب بينكم لشيوع استعمال هذا اللفظ في هذا المعنى أعني الإقامة بين قوم مطلقا أو نتقلب بينكم في أيام معدودة لما نقل عن بعض أهل اللغة أن قولهم لقيتهم بين الظهرانين معناه في اليومين أو في الأيام أو نتقلب بين ظهوركم وخلفكم لا بين قد أمكم فيكون كناية عن إعراض الخلق عنهم وشكاية عن عدم التفاتهم إليهم وجعلهم وراء ظهورهم (ونحن عين الله في خلقه) فلان عين من عيون الله أي خاصة من خواصه وولي من أوليائه، كما صرح به في النهاية، فالمعنى نحن خواصه وأولياؤه وحفظة دينه فيما بين خلقه لئلا يكون لهم على الله حجة (ويده) أي نعمته (المبسوطة بالرحمة على عباده) في الدنيا والآخرة، فاليد مجاز عن النعمة من باب إطلاق اسم السبب على المسبب لتقدسه تعالى عن الجارحة وكون اليد مبدأ للنعمة ظاهر.
والبسط يعني النشر وإن كان حقيقة في الأجسام إلا أنه من الاستعارات الشايعة التي قاربت الحقيقة (عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا) أي عرفنا في الدنيا والآخرة من عرفنا واعتقد بحقية ولايتنا وإمامتنا وأنكرنا من أنكرنا ولم يعتقد بها، وإليه أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: «الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده لا يدخل الحجة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه»
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست