شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٣٠
بن أبي عمار هذا من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) (1) وهو غير هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال، وضبطه بعضهم بكسر الجيم وسكون الياء المثناة من تحت قبل الباء الموحدة منسوب إلى جيب وهو حصن قريب من القدس (قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أنا عين الله وأنا يد لله) أي قدرته أو نعمته (وأنا جنب الله) الجنب في اللغة الأمير وهو (عليه السلام) أمير من عند الله تعالى على خلقه، والخلق مأمورون باتباعه في جميع الأمور لأنه سبب لمن اهتدى به في الوصول إليه سبحانه، ويحتمل أن يكون المراد أنه (عليه السلام) جنب رحمة الله والرجاء فمن رجا بالله وأراد رحمته وتولى به (عليه السلام) قضى رجاءه وأوصله إلى رحمة الله، ومن تبر أعنه أبعده عن رحمته (وأنا باب الله) أي باب حكمته التي عليها العقايد والأعمال والأخلاق والسياسات ونظام الدين والدنيا.
* الأصل:
9 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة ابن بزيع، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: (يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) قال: جنب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم.
* الشرح:
محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في قول الله تعالى: (يا حسرتي) أقبلي فهذا أوان إقبالك ونزولك (على ما فرطت) أي قصرت (في جنب الله قال: جنب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم) وهو المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين، والمراد بالمكان الرفيع كونهم جنب الله وأميره بالاستحقاق وعلو شرفهم وسمو نسبهم وضياء عقولهم بأنوار الأسرار الإلهية حتى أنهم يرون بأبصار بصايرهم ما لا يراه الناس ويسمعون بآذان ضمائرهم ما لا يسمعه الناس؟
إذ هم يمرون على لطائف غيبية وشواهد عينية وفرائد ذهنية لا يمر عليها غيرهم لتعلق نفوسهم بالهيئات البدنية وانغماسها في العلايق الدنيوية، فصار أولاء القاصرون مأمورين باتباع هؤلاء

1 - قوله: «من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)» قال صدر المتألهين: مجهول الاسم والصفة. قوله «عين الله وباب الله ويد الله» وأمثال ذلك ليس المراد منها الجسمية والحلول ولا يلزم منه الغلو إذ لكل ممكن حظ من فيض الواجب تعالى (وهو معكم أينما كنتم) (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وللأولياء الحظ الأوفر. (ش)
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست