شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ١٢١
أشرف أم عيسى؟ فقالوا: نبينا فقال: ما تقولون فيما نزل في كتابكم حيث سمى عيسى روح الله ونبيكم رسول الله، وروح الله أشرف من رسول الله; لأن المرسل أشرف من الرسول. فلما سمعوا ذلك سكتوا ولم يقولوا شيئا بيد ما قال بعضهم هذه شبهة متوجهة بحسب الظاهر ولم يعلموا أن إضافة الروح إليه سبحانه لا يقتضي أن يكون الروح نفسه تعالى ولا جزءه، لا وضعا ولا عرفا كما يقال: هذا فرسي وهذا كتابي وهذا بيتي وأمثال ذلك، غاية ما في الباب إفادتها الاختصاص باعتبار أن خلقها وإيجادها ليس بتوسط الأب.
لا يقال: من كان بلا واسطة كان أشرف ممن كان بواسطة; لأن ذلك ممنوع إذ للشرافة أسباب وشرائط أخر كما لا يخفى على أولي الألباب.
* الأصل:
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة عن حمران قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وروح منه) قال: هي روح الله مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسى.
* الشرح:
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة عن حمران (1) قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى) في وصف عيسى (عليه السلام) (وروح منه) قال: هي روح الله مخلوقة خلقها في آدم وعيسى) على نبينا وآله وعليهما الصلاة والسلام لا بتوسط أب وما يجري مجرى الأصل والمادة كما هو المعروف في سائر الناس بل بمجرد إمضاء الإرادة ونفخ فم القدرة ولذلك نسبها إليه، وفي كتاب إكمال الإكمال للآبي سمع بعض عظماء النصارى قاريا يقرأ: (إنما

1 - قوله: «حمران» بن أعين أخو زرارة كان من القراء ومشاهير النحاة ذكروه في رجال العربية ويناسب الحديث الذي رواه في معنى من فنه وصنعته، وغير خفي على أهل اللغة أن أكثر المواد في العربية تستعمل في معان متغايرة متباينة جدا لكنها مشتركة في شيء غالبا يحفظ به التناسب مثلا: الكلام هو القول واللفظ والكلم الجرح ويشتركان في معنى التأثير والحكم القضاء بالعدل والحكمة العلم الصحيح المتقن وحكمة اللجام للدابة تمنعها من الشرد والحكم بمعنى الرد والمنع والمحكم يقابل المتشابه والمحكم الشيخ المجرب وكلها تشترك في معنى الإتقان والإحراز، وفي الحديث ذكر تناسب الروح والريح معنى جامع يشتركان فيه وهو عدم الظهور بذاته، المعلوم بآثاره، فالريح لا ترى بنفسها ولكن لها آثار تعرف بها وكذلك الروح لا يرى بنفسه ولكن يظهر بأثره للفرق الظاهر بين الجماد والحي في آثارهما، ولابد لظهور آثار الحياة من مبدأ يعلم وجوده منها ولو لم يكن في بدن الأحياء شيء مسمى بالروح لم يكن حركة الحي ولم يفرق بين الحي والميت في الهضم والإمساك والدفع والتنفس وغيرها. وليكن على ذكر منك حتى يحين حينه. (ش)
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست