عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى به جبرئيل (عليه السلام) إلى مكان فخلى عنه فقال له: يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة؟ فقال: امضه فوالله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر وما مشي فيه بشر قبلك».
(فكشف له فأراه الله من نور عظمته ما أحب) أي ما أحبه الله تعالى أو ما أحبه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا الكلام إما قول أبي الحسن الرضا (عليه السلام) لبيان الواقع وحكاية قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل نفسه أو هو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من باب الالتفات من التكلم إلى الغيبة للدلالة على غيبته في مشاهدة جلاله سبحانه وضمير «له» و «أراه» على الاحتمالين يعود إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وتوهم عودهما إلى جبرئيل (عليه السلام) على الاحتمال الثاني خطأ، والمقصود من هذا الحديث بقرينة ذكره في هذا الباب هو الدلالة على أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يره في المراجع كما زعمه طائفة من المبتدعة بل على أن رؤيته تعالى محال وإلا لرآه ولكن لم يره وإنما رآى من نور عظمته.
(في قوله تعالى: «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار») أي الكلام في تفسيره هذه الآية وذكر الأحاديث المروية فيه. وهذا عنوان مستقل غير مربوط بالسابق ويحتمل أن يكون خبرا بعد خبر والخبر الأول هو قوله «في إبطال الرؤية» أي باب في قوله «لا تدركه الأبصار» وتعدد الخبر بلا عاطف جايز.
* الأصل:
9 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران. عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: لا تدركه الأبصار. قال: إحاطة الوهم، ألا ترى إلى قوله: (قد جاءكم بصائر من ربكم) ليس يعني بصر العيون (فمن أبصر فلنفسه) ليس يعني من البصر بعينه (ومن عمي فعليها) ليس يعني عمى العيون إنما عنى إحاطة الوهم كما يقال: فلان بصير بالشعر وفلان بصير بالفقه وفلان بصير بالدراهم وفلان بصير بالثياب، الله أعظم من أن يرى بالعين.
* الشرح:
(محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: «لا تدركه الأبصار» قال: إحاطة الوهم) أي الإدراك المنفي (1) إحاطة