شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ٩٦
باب المعبود * الأصل:
1 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب وعن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عبد الله بالتوهم فقد كفر، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته فاولئك أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) حقا وفي حديث آخر: أولئك هم المؤمنون حقا.
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب، وعن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عبد الله بالتوهم) أي بتوهم أن له حدا أو كيفية أو صورة أو مقدارا أو أينا أو وضعا إلى غير ذلك من المعاني الوهمية والصور الخيالية والمفهومات العقلية (فقد كفر) لأنه اتخذ معبودا باطلا، إذ المعبود الحق لا ينال له الأوهام ولا يدركه الأفهام ولا يعرضه لواحق المحسوسات ولا يلحقه عوارض الممكنات ولا يشبهه شيء من المخلوقات، فمن تصوره أو توهمه أو تخيله بنحو من هذه الأنحاء وعبده فقد كفر.
(ومن عبد الاسم) المركب من الحروف (1) مثل الله والرحمن والرحيم والقادر وغيرها (دون

1 - «من عبد الاسم المركب من الحروف» عبادة الاسم المركب من الحروف بعيد من العقلاء إذ لم نر أحدا عبد الاسم أو نقل عبادته من أحد إلا أن بعض جهلة عصرنا يعدون كل تشريف وتعظيم عبادة ويرون زيارة قبور الأولياء شركا، والتختم بخاتم عليه نقش اسم الله أو أحد الأنبياء والأولياء كفرا أو يقولون من استشفى أو تبرك باسم من أسماء الله تعالى فهو عابد غير الله تعالى وينكرون تأثير الأدعية والأسماء على ما ورد في الأحاديث والروايات والحق أن التبرك والتوسل شيء والعبادة شيء آخر وعلى هذا فالمراد من الاسم المعبود هو المفهوم المتبادر من الأسماء لا نفس الحروف، وسيأتي في باب حدوث الأسماء رواية محمد بن سنان قال:
«سألته عن الاسم ما هو قال صفة لموصوف» فمعنى قوله (عليه السلام) من عبد الاسم من عبد المفهوم وهذا أحد الاحتمالين الذين ذكرهما المجلسي عليه الرحمة وفي مقابلة من عبد المصداق وهو المعنى في كلام الإمام (عليه السلام) والحاصل أن عبادة المفهوم كفر وعبادة المفهوم والمصداق معا شرك وعبادة المصداق بإشارة المفهوم ايمان حق فمن عرف الله تعالى بصفة القدرة فقط وعبده باسم القادر فقط فقد عبد صفة واحدة بشرط لا عن غيرها والواجد لصفة القدرة الفاقد لغيرها من الصفات ليس هو الله تعالى نظير من أضاف أخاه وأحسن إليه ولا يعرف أنه أخاه لا يصدق عليه صلة الرحم. (ش)
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست