شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
والعرش باعتبار أنهما محلان لأنوار العظمة الإلهية والله أعلم بحقيقتهما.
(والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الشمس) ليس المراد من الحجاب والستر المعنى الحقيقي المعروف الواقع بيننا وبين ما هو محجوب ومستور عن أبصارنا، إذ ليس هناك حجاب وستر بهذا المعنى (1) بل المراد بهما مقامان

1 - قوله «إذ ليس هناك حجاب وستر» العرش والكرسي والستر والحجاب كلها من آلات الملوك استعيرت للتعبير عن عظمة الله تعالى لأن الملوك لهم عرش يجلسون عليه ولهم كرسي أيضا والكرسي أصغر من العرش غالبا ويختار العرش لمجلس أهم وأعظم والكرسي لمجلس أدون والستر والحجاب على باب دار أو بيت فيه الملك وعرشه وعليه رجل من مقربي الملك ومعتمد به يسمى الحجاب ولعل لبعض الملوك حجابا عديدة على دور متكثرة لا يجوز من يريد حضرة الملك من تلك الحجب إلا بإذن الحجاب واحدا بعد واحد ويرفع الستور له سترا بعد ستر والستر أقرب إلى الحضرة وربما يسمى صاحب الستر بالفارسية (پرده دار) والله تعالى منزه عن الجسم والمكان والحجاب والستر، وهو محجوب عن أبصارنا بعظمته وكمال وجوده، وبين وجود الممكن ووجوده تعالى مراتب غير متناهية من الممكنات الأقوى فالأقوى وليس الترقي من النقص إلى الكمال إلا للإنسان ولن يصل بنفسه إلى رتبة الوجوب ولكل مرتبة من مراتب الوجود نور مأخوذ من نور فوقه أي معلول له، وبالجملة لا يمكن للإنسان أن يرى نور الشمس فكيف ما هو أقوى منه بتلك المراتب التي كلياته أربعة الكرسي والعرش والحجاب والستر (ش).
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست