شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٣ - الصفحة ١٩٠
الأوهام وهو يدرك الأوهام.
* الشرح:
(محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي هاشم الجعفري) هو داود بن القاسم بن إسحق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) من أهل بغداد، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمة (عليهم السلام) شاهد أبا الحسن وأبا جعفر وأبا محمد (عليهم السلام) وكان شريفا عندهم (1) له موضع جليل عندهم.
روى أبوه عن الصادق (عليه السلام) (عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن الله هل يوصف) أي هل يدرك ذاته وصفته ويقال ذاته كذا وصفته كذا «فقال: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: أما تقرأ قوله «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار» قلت: بلى) الاستفهام في الموضعين يحتمل الحقيقة والتقرير (قال: فتعرفون الأبصار) من باب تغليب الحاضر على الغايب أو من باب إدخال جماعة حاضرين في الخطاب معه، والغرض من هذا السؤال هو الحث على استماع ما يلقي إليه والكشف عن مقدار فهمه ومبلغ علمه (قلت. بلى، قال: ما هي قلت: إبصار العيون فقال: إن أوهام القلوب) أي النفوس المجردة والعقول المقدسة وأهل العرفان كثيرا ما يعبرون عن النفس والعقل بالقلب.
(أكبر من إبصار العيون) أكبر إما بالباء الموحدة أو بالثاء المثلثة. يعني إدراكات النفوس أكبر وأعظم من إدراكات العيون أو أكثر محلا وأبلغ اتساعا منها لأن كل ما تدركه العين تدركه النفس بل إدراك العين ليس إلا إدراك النفس وقد تدرك النفس متقلة ما لا تدركه العين والمنفي في الآية هو

1 - قوله «وكان شريفا عندهم» وربما عد من السفراء للحجة (عليه السلام) وهذا يدل على عمر طويل فإن روايته عن الرضا (عليه السلام) يستلزم كون ولادته في حدود سنة ثمانين ومائة حتى يكون له عند وفاة الرضا (عليه السلام) نحو عشرين سنة وكونه من السفراء يستلزم كونه في حدود سنة سبعين بعد المائتين حيا ولكن لم يعده بعض أصحاب الرجال من أصحاب الرضا (عليه السلام) وممن روى عنه وهذا الحديث صريح في روايته عنه (عليه السلام) ولعلهم حملوه على سهو بعض الرواة وأن المروي عنه أبو الحسن الثالث أعني الهادي (عليه السلام) أو هو أبو جعفر (عليه السلام) لأن هذه الرواية وبعدها متحد المضمون ويحتمل كونهما حديثا واحدا بروايتين لكن أصالة صحة النقل تمنع عن الاقتحام في الحكم بذلك. (ش)
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست