تحت العدالة كما أن الغدر الذي هو ضده يعني نقض العهد رذيلة مندرجة تحت الفجور وبه يشعر قول أمير المؤمنين (عليه السلام): «كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة» (1) هذا أشرف الضروب من الشكل الأول ينتج كل غدرة كفرة، والوجه في لزوم الكفر للغادر إن استحل الغدر ظاهر وإلا فالمراد بالكفر كفر نعم الله تعالى وسترها بإظهار المعصية والمخالفة كما هو المفهوم اللغوي من لفظ الكفر ثم للوفاء مراتب: الأولى الوفاء بكلمتي الشهادة وثمرته حفظ النفس والمال، والثانية الوفاء بالعبادات المفروضة والمندوبة وثمرته الثواب الجزيل والأجر الجميل في الآخرة، والثالثة الوفاء بترك الكباير والاجتناب عن الصغاير وثمرته النجاة من الجحيم والتخلص من العذاب الأليم، والرابعة الوفاء بالفضايل النفسانية والاجتناب عن رذايلها وثمرته الترقي إلى عالم الروحانيين والتشبه بالملائكة المقربين (2)، والخامسة الوفاء بعهود الناس ومواثيقهم الموافقة للقوانين الشرعية وثمرته استبقاء نظامهم واستكمال مقاصدهم ومرامهم والسادسة وهي أعلى المراتب وأسناها التعري عن الأغطية البشرية بالتجريد والاستضاءة بالأنوار الربوبية والاستغراق في بحر التوحيد بحيث يغفل عن نفسه فضلا عن غيره (3) وثمرته الفوز بالكرامة في دار المقامة والاستبشار باللقاء الدائم كما قال سبحانه (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ولعل حذف مفعول الوفاء للدلالة على تعميمه وشموله
(٢٤٦)