كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٤٠٤
عليه السلام: " إنك ستحتاج إليها "، وكانت له جارية لها من قلبه محل فرمدت رمدا عظيما فأدخل أهل الطب عليها، فنظروا إليها فقالوا: أما العين اليمني فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبت، أما اليسري فنحن نعالجها ونجتهد ونرجو أن تسلم، فاغتم دعبل لذلك غما شديدا، وجزع عليها جزعا عظيما ثم إنه ذكر ما معه من فضلة الجبة فمسحها على عيني الجارية و عصبها بعصابة منها من أول الليل، فأصبحت وعيناها أصح مما كانتا [و كأنه ليس لها أثر مرض قط] ببركة [مولانا] أبي الحسن الرضا عليه السلام (1) * * * 7 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الامر؟ فقال: أنا صاحب هذا الامر ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني، وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان، قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى، وخاتم سليمان عليهما السلام. ذاك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء، ثم يظهره فيملأ [به] الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما

(1) لدعبل وقصيدته هذه حكايات، وقيل: انه كتب هذه القصيدة على ثوب وأحرم فيه وأمر أن يجعل في جملة أكفانه وتوفى سنة 246 بشوش وقيل: ان ابنه رآه في المنام فسئل عن حاله فذكر أنه على سوء حال ومشقة لبعض أفعاله فلقى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: أنت دعبل؟ قال: نعم قال: فأنشدني ما قلت في أولادي فأنشده قوله:
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت * وآل أحمد مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر فقال له: أحسنت فشفع صلى الله عليه وآله فيه وأعطاه ثيابه، فأمن ونجا.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»
الفهرست