وصار الناس في حيرة وظلمة وأديان مختلفة وأمور متشتة وسبل ملتبسة ومضت تلك القرون كلها فمضى صدر منها على منهاج نبيها عليه السلام وبدل آخرون نعمة الله كفرا، وطاعته عدوانا فعند ذلك استخلص الله عز وجل لنبوته ورسالته من الشجرة المشرفة الطيبة والجرثومة المثمرة (1) التي اصطفاها الله عز وجل في سابق علمه ونافذ قوله قبل ابتداء خلقه، وجعلها منتهى خيرته، وغاية صفوته ومعدن خاصته محمد صلى الله عليه وآله (2) اختصه بالنبوة واصطفاه بالرسالة وأظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء، ويعطي في الحق جزيل العطاء، ويحارب أعداء رب الأرض والسماء، وجمع عند ذلك ربنا تبارك و تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله علم الماضين وزاده من عنده القرآن الحكيم بلسان عربي مبين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فيه خبر الماضين وعلم الباقين.
21 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن علي الخزاز عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال:
يا أبا حمزة إن الأرض لن تخلو إلا وفيها منا عالم إن زاد الناس قال قد زادوا، وإن نقصوا قال قد نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثله علمه.
22 - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله الغفاري (3)، عن جعفر بن إبراهيم، والحسين بن زيد جميعا، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا يزال في ولدي مأمون مأمول.
23 - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب يزيد، عن صفوان بن يحيى قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: