ثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا (1) وخرب بيت المقدس وتفرقت اليهود في البلدان، وفي سبع وأربعين سنة من ملكه بعث الله عز وجل العزير نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عز وجل أهلها ثم بعثهم له، وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير، وكانوا مؤمنين وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وإيمانهم وأحبهم على ذلك وواخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا، ثم أتاهم فوجدهم صرعى موتى فحزن عليهم وقال: " أنى يحيي هذه الله بعد موتها " (2) تعجبا منه حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد فأماته الله عز وجل عند ذلك مائة عام فلبث مائة سنة ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة ألف مقاتل، ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بختنصر، وملك بعده مهرقيه بن بختنصر ست عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال وحفر له جبا في الأرض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين فألقى عليهم النيران فلما رأى أن النار ليست تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الأسد والسباع وعذبهم بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله عز وجل منه وهم الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز فقال عز وجل: " قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود " (3) فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله وحكمته مكيخا بن دانيال ففعل، وعند ذلك ملك هرمز ثلاثا وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام وملك بعده بهرام ستا وعشرين سنة، وولي أمر الله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الايمان في ذلك الزمان ولا أن ينطقوا به وعند ذلك ملك بهرام ابن بهرام سبع سنين وفي زمانه انقطعت الرسل فكانت الفترة وولي أمر الله يومئذ مكيخا ابن دانيال وأصحابه المؤمنون، فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله وحكمته ابنه أنشو بن مكيخا وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وآله
(٢٥٤)