كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٢٠٩
رجل منكم بجزيل عطاء الملك وإن كثر فإنه إلى نفاد، ولكن يغبطني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه. وإذا قيل متى ذلك؟ قال: ستعلمن نبأ ما أقول ولو بعد حين.
وفي ذلك يقول أمية بن عبد شمس يذكر مسيرهم إلى ابن ذي يزن:
جلبنا الضح تحمله المطايا * على أكوار أجمال ونوق (1) مغلغلة مغالقها تغالي (3) * إلى صنعاء من فج عميق يؤم بنا ابن ذي يزن ويهدي (3) * ذوات بطونها أم الطريق (4) وتزجي من مخائله بروقا * مواصلة الوميض إلى بروق (5) فلما وافقت صنعاء صارت * بدار الملك والحسب العريق (6) إلى ملك يدر لنا العطايا * بحسن بشاشة الوجه الطليق

(١) قال الجزري: فيه " يكون رسول الله في الضح والريح " قال الهروي: أراد كثرة الخيل والجيش، يقال: جاء فلان بالضح والريح أي بما طلعت عليه الشمس. وهبت عليه الريح. يعنون المال الكثير. وقال: الأكوار جمع كور - بالضم - وهو رحل الناقة بأداته.
(٢) المغلغلة - بفتح الغينين المعجمتين - الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد. و - بكسر الثانية -: المسرعة من الغلغلة: سرعة السير. وقوله " تغالى " من الغلو وفى أكثر النسخ بالعين المهملة وفى البحار أيضا أي تتصاعد وتذهب.
(3) في بعض النسخ وأكثر الروايات " وتفرى " أي تقطع.
(4) أم الطريق: معظمه.
(5) الإزجاء: السوق والدفع. والمخائل جمع المخيلة وهي السحابة التي تحسبها ماطرة. والوميض: لمعان البرق.
(6) أعرق الرجل أي صار عريقا وهو الذي له عرق في الكرم (الصحاح).
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست