التوحيد - الشيخ الصدوق - الصفحة ١٠٤
الأبصار، ولا يحيط به علم، لم يلد لأن الولد يشبه أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا أحد، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا.
20 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الصقر بن (أبي) دلف، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام عن التوحيد، وقلت له: إني أقول بقول هشام ابن الحكم، فغضب عليه السلام ثم قال: ما لكم ولقول هشام، إنه ليس منا من زعم أن الله عز وجل جسم (1) ونحن منه براء في الدنيا والآخرة، يا ابن (أبي) دلف إن الجسم محدث، والله محدثه ومجسمه.
وأنا أذكر الدليل على حدوث الأجسام في باب الدليل على حدوث العالم من هذا الكتاب إن شاء الله.
7 - باب أنه تبارك وتعالى شئ 1 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله الأشعري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمن ذكره، قال: سئل أبو جعفر عليه السلام أيجوز أن يقال: إن الله عز وجل شئ؟ قال: نعم، يخرجه عن الحدين حد التعطيل وحد التشبيه (2).
2 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو؟
قال: هو شئ بخلاف الأشياء، ارجع بقولي: (شئ) إلى إثبات معنى وأنه شئ بحقيقة الشيئية، غير أنه لا جسم ولا صورة (3).

(1) قوله: (من زعم - الخ) اسم ليس و (منا) خبره قدم على اسمه.
(2) أما خروجه عن حد التعطيل أي الإبطال والنفي فواضح، وأما عن حد التشبيه فبانضمام قوله تعالى. (ليس كمثله شئ).
(3) في المجمع عن القاموس: الزنديق معرب زندين أي دين المرأة، أقول: و يكون بمعنى من كان على دين المرأة كما يقال: زن صفت أي من كان على صفة المرأة، والمعنى الثاني هو المناسب هنا، ويحتمل أن يكون معرب، زند دين وزند كتاب للمجوس زعموا أنه الذي جاء به زرادشت الذي ادعوا أنه نبي وعلى هذا فالزنديق هو الذي يكون على دين المجوس، وقال في مجمع البحرين: وفي الحديث: الزنادقة هم الدهرية الذي يقولون:
لا رب ولا جنة ولا نار وما يهلكنا إلا الدهر - انتهى، وأتى به هنا معرفا لسبق ذكره في الحديث الذي ذكره الصدوق رحمه الله بتمامه في الباب السادس والثلاثين، وقوله: (وأنه شئ - الخ) إما بكسر الهمزة مستأنفا أو عطفا على أول الكلام، وإما بفتحها عطفا على معنى أي إثبات معنى وإثبات أنه شئ - الخ، وفي البحار باب النهي عن التفكر في ذات الله عن الاحتجاج: (ارجع بقولي شئ إلى أنه شئ - الخ) وفي البحار أيضا باب إثبات الصانع:
(ارجع بقولي شئ إلى إثباته وأنه شئ - الخ) وفي نسخة (ط) و (ن) (ارجع بقولي شئ إلى إثبات معنى أنه شئ - الخ) وفي الكافي باب حدوث العالم وباب إطلاق القول بأنه شئ: (ارجع بقولي إلى إثبات معنى وأنه شئ - الخ).
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بيانه في سبب تأليف الكتاب. 17
2 بيانه في شروط لا إله إلا الله. 25
3 بيانه في شرط دخول العاصي الجنة. 26
4 بيانه في أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض - الخ ". 27
5 بيانه في معنى الإرادتين. 65
6 بيانه في نفي التشبيه عنه تعالى من جميع الجهات. 80
7 بيانه في معنى الواحد والتوحيد والموحد. 84
8 بيانه في قوله تعالى: " قال رب أرني أنظر إليك - الخ ". 119
9 بيانه في معنى الرؤية الواردة في الأخبار. 120
10 بيانه في معنى قوله تعالى: " فلما تجلى ربه للجبل - الخ ". 120
11 بيانه في إن أخبار الرؤية صحيحة. 122
12 بيانه في قدرته تعالى. 125
13 بيانه في معنى هو تعالى نور و تفسير ظلين 129
14 بيانه في معنى قدرته تعالى. 131
15 بيانه في الدليل على أنه تعالى قادر. 134
16 بيانه في كونه تعالى عالما. 135
17 بيانه في الدليل على أنه تعالى عالم. 137
18 بيانه في إرادته تعالى لفعل العبد. 143
19 بيانه في صفات الذات و صفات الأفعال. 148
20 بيانه في معنى السبع المثاني. 151
21 بيانه في خلق الله تعالى آدم على صورته. 152
22 بيانه في قوله تعالى (لما خلقت بيدي استكبرت) 154
23 بيانه في قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق ". 155
24 بيانه في قوله تعالى: " الله نور السماوات و الأرض - الخ ". 155
25 بيانه في معنى تركه تعالى. 160
26 بيانه في معنى قول أمير المؤمنين (ع) أنا قلب الله، أنا عين الله. 164
27 بيانه في معنى قوله عليه السلام: أنا جنب الله. 165
28 بيانه في معنى قوله عليه السلام: أنا عبد من عبيد محمد. 175
29 بيانه في الدليل على أنه تعالى ليس في مكان. 178
30 بيانه في تفسير أسماء الله تعالى. 195
31 بيانه في تفسير قوله تعالى: " تبارك الذي نزل الفرقان - الخ ". 217
32 بيانه في إن صفاته تعالى عين ذاته. 223
33 بيانه في خلق القرآن و حدوث كلامه تعالى. 225
34 بيانه في معنى أن القرآن غير مخلوق. 229
35 بيانه في ترك حي على خير العمل للتقية. 241
36 بيانه في معنى أنه تعالى على العرش. 250
37 بيانه في معني أنه تعالى يري أولياءه نفسه. 250
38 بيانه في أدلة توحيد الصانع. 269
39 بيانه في معنى اعرفوا الله بالله. 290
40 بيانه في طبقات الأنبياء. 291
41 بيانه في أدلة حدوث الأجسام و أن لها محدثا. 298
42 بيانه في مأخذ علم الأئمة عليهم السلام. 309
43 بيانه في معنى استوى على العرش. 317
44 بيانه في معنى البداء له تعالى. 335
45 بيانه في الاستطاعة. 345
46 بيانه في مشية الله تعالى و إرادته. 346
47 بيانه في حديث " الشقي من شقي - الخ ". 356
48 بيانه في معنى مشيئته تعالى و قدره و قضائه. 370
49 بيانه في تفسير الرزق. 373
50 بيانه في تفسير الأجل. 378
51 بيانه في معاني القضاء و الفتنة. 384
52 بيانه في معنى السعر و الرخص والغلاء. 389
53 بيانه في وجه العدل وعدله تعالى في الأطفال. 395
54 بيانه في شرط دخول المذنب الجنة. 410
55 بيانه في معنى الهداية والضلالة. 413
56 بيانه في علة إرادته تعالى بالعبد سوءا. 415
57 بيانه في سبب جلب المأمون متكلمي الفرق على الرضا عليه السلام. 454