وتثيب على قليل ما تطاع فيه حتى كأن شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم وأعظمت عنه جزائهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم، أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم، بل ملكت - يا إلهي - أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك، وأعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك، وذلك أن سنتك الافضال وعادتك الإحسان، وسبيلك العفو، فكل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت، وشاهدة بأنك متفضل على من عافيت، وكل مقر على نفسه بالتقصير عما استوجبت
(١٨٥)