نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٣٢
تبغي لهم الشفاء (1) وتستوضف لهم الأطباء. لم ينفع أحدهم إشفاقك (2) ولم تسعف فيه بطلبتك. ولم تدفع عنهم بقوتك. قد مثلت لك به الدنيا نفسك (3) وبمصرعه مصرعك. إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها (4)، ودار موعظة لمن اتعظ بها. مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله. اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة. فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها (5)، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها فمثلت لهم ببلائها البلاء، وشوقتهم بسرورها إلى السرور راحت بعافية (6) وابتكرت بفجيعة. ترغيبا وترهيبا، وتخويفا وتحذيرا، فذمها رجال غداة الندامة (7)، وحمدها آخرون يوم القيامة. ذكرتهم الدنيا فتذكروا، وحدثتهم فصدقوا، ووعظتهم فاتعظوا
____________________
خدمه في مرضه (1) الضمير في لهم يعود على الكثير المفهوم من كم. واستوصف الطبيب: طلب منه وصف الدواء بعد تشخيص الداء (2) إشفاقك: خوفك. والطلبة بالكسر: المطلوب. وأسعفه بمطلوبة: أعطاه إياه على ضرورة إليه (3) أي أن الدنيا جعلت الهالك قبلك مثالا لنفسك تقيسها عليه (4) أي أخذ منها زاده للآخرة (5) آذنت بمد الهمزة أي أعلمت أهلها ببينها أي ببعدها وزوالها عنهم. ونعاه إذا أخبر بفقده. والدنيا أخبرت بفنائها وفناء أهلها بما ظهر من أحوالها (6) راح إليه: وافاه وقت العشي، أي أنها تمشي بعافية وتبتكر أي تصبح بفجيعة أي بمصيبة فاجعة (7) أي ذموها عندما أصبحوا نادمين على ما فرطوا فيها أما الذين حمدوها فهم
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه 3
2 جواب لمن سأله عن الايمان وفيه الايمان وشعبه والكفر وشعبه 7
3 ما قاله لدهاقين الأنبار عندما ترجلوا له واشتدوا بين يديه 10
4 وصايا لابنه الحسن في حفظ أربع وأربع 11
5 ما قاله في لسان العاقل والأحمق 11
6 كلام قاله المريض في عاقبة المرض 12
7 ما اخبر ضرار عنه في مخاطبة الدنيا 16
8 ومن كلام له في القدر. 17
9 وصية له بخمسة أشياء 18
10 لا يقولن أحدكم اللهم أعوذ بك من الفتنة 20
11 وصف حال بعض الأزمان 23
12 وصف الزاهدين رواه عنه نوف البكالي 23
13 حالات قلب الانسان. لقد علق بنياط هذا الانسان الخ 25
14 لا مال أعود عن العقل الخ 26
15 لا نسب الاسلام الخ 29
16 خطاب لأهل القبور وكلام عندما سمع رجلا يذم الدنيا 30
17 ومن كلام له قاله لكميل بن زياد في العلم والعلماء وهو من اجل الكلام 36
18 وعظه لرجل سأله أن يعظه وهي من أفضل العظات 38
19 وصف الغوغاء 45
20 الجود حارس الاعراض الخ 48
21 بيان لحكمة الله في أصول الفرائض وكبائر المحظورات 55
22 فصل في بيان كلمات غريبة جاءت في كلامه كرم الله وجهه 57
23 ومن كلام له في وصف أخ في الله كان له وهو من أجمل الأوصاف 69
24 تعزيته للأشعث عن ولده 70
25 ومن كلام له لجابر الأنصاري في أن قوام الدنيا بأربعة 88
26 ومن كلام له في وجوب تغيير المنكر بقدر الاستطاعة وهو في جملتين 89
27 ومن كلام له لقائل بحضرته استغفر الله وفيه معنى الاستغفار وهو حقيقته 97