نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٣٧
على عباده، وبحججه على أوليائه، أو منقادا لحملة الحق (1) لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة. ألا لا ذا ولا ذاك (2)، أو منهوما باللذة (3) سلس القياد للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ. أقرب شئ شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة. إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا (4) لئلا تبطل حجج الله وبيناته. وكم ذا (5)؟ وأين أولئك؟ أولئك والله الأقلون عددا والأعظمون قدرا. يحفظ الله بهم حججه وبيناته حتى يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون (6)، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا
____________________
عباده (1) المنقاد لحاملي الحق هو المقلد في القول والعمل ولا بصيرة له في دقائق الحق وخفاياه، فذاك يسرع الشك إلى قلبه لأقل شبهة (2) لا يصلح لحمل العلم واحد منهما (3) المنهوم: المفرط في شهوة الطعام. وسلس القياد: سهله. والمغرم بالجمع: المولع بكسب المال واكتنازه، وهذان ليسا ممن يرعى الدين في شئ. والأنعام أي البهائم السائمة أقرب شبها بهذين، فهما أحط درجة من راعية البهائم لأنها لم تسقط عن منزلة أعدتها لها الفطرة، أما هما فقد سقطا واختارا الأدنى على الأعلى (4) غمره الظلم حتى غطاه فهو لا يظهر (5) استفهام عن عدد القائمين لله بحجته، واستقلال له. وقوله وأين أولئك: استفهام عن أمكنتهم وتنبيه على خفائها (6) عدوا ما استخشنه المنعمون
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه 3
2 جواب لمن سأله عن الايمان وفيه الايمان وشعبه والكفر وشعبه 7
3 ما قاله لدهاقين الأنبار عندما ترجلوا له واشتدوا بين يديه 10
4 وصايا لابنه الحسن في حفظ أربع وأربع 11
5 ما قاله في لسان العاقل والأحمق 11
6 كلام قاله المريض في عاقبة المرض 12
7 ما اخبر ضرار عنه في مخاطبة الدنيا 16
8 ومن كلام له في القدر. 17
9 وصية له بخمسة أشياء 18
10 لا يقولن أحدكم اللهم أعوذ بك من الفتنة 20
11 وصف حال بعض الأزمان 23
12 وصف الزاهدين رواه عنه نوف البكالي 23
13 حالات قلب الانسان. لقد علق بنياط هذا الانسان الخ 25
14 لا مال أعود عن العقل الخ 26
15 لا نسب الاسلام الخ 29
16 خطاب لأهل القبور وكلام عندما سمع رجلا يذم الدنيا 30
17 ومن كلام له قاله لكميل بن زياد في العلم والعلماء وهو من اجل الكلام 36
18 وعظه لرجل سأله أن يعظه وهي من أفضل العظات 38
19 وصف الغوغاء 45
20 الجود حارس الاعراض الخ 48
21 بيان لحكمة الله في أصول الفرائض وكبائر المحظورات 55
22 فصل في بيان كلمات غريبة جاءت في كلامه كرم الله وجهه 57
23 ومن كلام له في وصف أخ في الله كان له وهو من أجمل الأوصاف 69
24 تعزيته للأشعث عن ولده 70
25 ومن كلام له لجابر الأنصاري في أن قوام الدنيا بأربعة 88
26 ومن كلام له في وجوب تغيير المنكر بقدر الاستطاعة وهو في جملتين 89
27 ومن كلام له لقائل بحضرته استغفر الله وفيه معنى الاستغفار وهو حقيقته 97