نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٣٩
على ما يستيقن (1). يخاف على غيره بأدنى من ذنبه. ويرجو لنفسه بأكثر من عمله. إن استغنى بطر وفتن (2)، وإن افتقر قنط ووهن.
يقصر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل. إن عرضت له شهوة أسلف المعصية (3) وسوف التوبة. وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة (4). يصف العبرة ولا يعتبر (5) ويبالغ في الموعظة ولا يتعظ. فهو بالقول مدل (6) ومن العمل مقل. ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى. يرى الغنم مغرما (7)، والغرم مغنما. يخشى الموت ولا يبادر الفوت (8). يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقر من طاعة غيره. فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن.
اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء. يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، ويرشد غيره ويغوي نفسه. فهو
____________________
وغرق في اللهو (1) هو على يقين من أن السعادة في الزهادة والشرف في الفضيلة، ثم لا يقهر نفسه على اكتسابهما، وإذا ظن بل توهم لذة حاضرة أو منفعة عاجلة دفعته نفسه إليها وإن هلك (2) بطر كفرح: اغتر بالنعمة، والغرور فتنة، والقنوط: اليأس. والوهن: الضعف (3) أسلف: قدم. وسوف: أخر (4) شرائط الملة: الثبات والصبر واستعانة الله على الخلاص عند عرو المحن أي طروق البلايا.
وانفرج عنها أي انخلع وبعد (5) العبرة بالكسر: تنبه النفس لما يصيب غيرها فتحترس من إتيان أسبابه (6) أدل على أقرانه: استعلى عليهم (7) الغنم بالضم:
الغنيمة. والمغرم: الغرامة. والأعمال العظيمة غنيمة العقلاء. والشهوات خسارة الاعمار (8) الفوت فوات الفرصة وانقضاؤها. وبادره: عاجله قبل أن يذهب
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب المختار من حكم أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه 3
2 جواب لمن سأله عن الايمان وفيه الايمان وشعبه والكفر وشعبه 7
3 ما قاله لدهاقين الأنبار عندما ترجلوا له واشتدوا بين يديه 10
4 وصايا لابنه الحسن في حفظ أربع وأربع 11
5 ما قاله في لسان العاقل والأحمق 11
6 كلام قاله المريض في عاقبة المرض 12
7 ما اخبر ضرار عنه في مخاطبة الدنيا 16
8 ومن كلام له في القدر. 17
9 وصية له بخمسة أشياء 18
10 لا يقولن أحدكم اللهم أعوذ بك من الفتنة 20
11 وصف حال بعض الأزمان 23
12 وصف الزاهدين رواه عنه نوف البكالي 23
13 حالات قلب الانسان. لقد علق بنياط هذا الانسان الخ 25
14 لا مال أعود عن العقل الخ 26
15 لا نسب الاسلام الخ 29
16 خطاب لأهل القبور وكلام عندما سمع رجلا يذم الدنيا 30
17 ومن كلام له قاله لكميل بن زياد في العلم والعلماء وهو من اجل الكلام 36
18 وعظه لرجل سأله أن يعظه وهي من أفضل العظات 38
19 وصف الغوغاء 45
20 الجود حارس الاعراض الخ 48
21 بيان لحكمة الله في أصول الفرائض وكبائر المحظورات 55
22 فصل في بيان كلمات غريبة جاءت في كلامه كرم الله وجهه 57
23 ومن كلام له في وصف أخ في الله كان له وهو من أجمل الأوصاف 69
24 تعزيته للأشعث عن ولده 70
25 ومن كلام له لجابر الأنصاري في أن قوام الدنيا بأربعة 88
26 ومن كلام له في وجوب تغيير المنكر بقدر الاستطاعة وهو في جملتين 89
27 ومن كلام له لقائل بحضرته استغفر الله وفيه معنى الاستغفار وهو حقيقته 97