نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
بغير حقها. والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة. فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله. ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد لأن فيه قود البدن (1). وإن ابتليت بخطأ وأفرط عليك سوطك (2) أو سيفك أو يدك بعقوبة فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقهم وإياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء (3) فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين
____________________
عليك أن تسأل الله أن يقيلك من هذه المطالبة بعفو عنك في دنيا أو أخرة بعد ما تجرأت على عهده بالنقض (1) القود بالتحريك: القصاص. وإضافته للبدن لأنه يقع عليه (2) أفرط عليك: عجل بما لم تكن تريده. أردت تأديبا فأعقب قتلا. وقوله فإن في الوكزة تعليل لأفرط. والوكزة بفتح فسكون: الضربة بجمع الكف بضم الجيم أي قبضته، وهي المعروفة باللكمة. وقوله فلا تطمحن أي لا يرتفعن بك كبرياء السلطان عن تأدية الدية إليهم في القتل الخطأ: جواب الشرط (3) الاطراء:
المبالغة في الثناء. والفرصة بالضم: حادث يمكنك لو سعيت من الوصول لمقصدك.
والعجب في الإنسان من أشد الفرص لتمكين الشيطان من قصده، وهو محق الاحسان
(١٠٨)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست