فافسح في آمالهم، وواصل في حسن الثناء عليهم، وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم (2). فإن كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهز الشجاع وتحرض الناكل إن شاء الله. ثم أعرف لكل امرئ منهم ما أبلى، ولا تضيفن بلاء امرئ إلى غيره (3)، ولا تقصرن به دون غاية بلائه، ولا يدعونك شرف امرئ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيرا، ولا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب (4) ويشتبه عليك من الأمور فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم
____________________
الرؤساء (1) حيطة بكسر الحاء: من مصادر حاطه بمعنى حفظه وصانه، أي بمحافظتهم على ولاة أمورهم وحرصهم على بقائهم، وأن لا يستثقلوا دولتهم ولا يستبطئوا انقطاع مدتهم، بل يعدون زمنهم قصيرا يطلبون طوله (2) ما صنع أهل الأعمال العظيمة منهم، فتعديد ذلك يهز الشجاع أي يحركه للأقدام، ويحرض الناكل أي المتأخر القاعد (3) لا تنسبن عمل امرئ إلى غيره ولا تقصر به في الجزاء دون ما يبلغ منتهى عمله الجميل (4) ضلع فلانا كمنع: ضربه في ضلعه. والمراد ما يشكل عليك