ذا حاجة عن لقائك بها، فإنها إن ذيدت عن أبوابك في أول وردها (1) لم تحمد فيما بعد على قضائها وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قبلك (2) من ذوي العيال والمجاعة مصيبا به مواضع الفاقة والخلات، وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا ومر أهل
مكة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا فإن الله سبحانه يقول: " سواء العاكف فيه والباد " فالعاكف المقيم به والبادي الذي
يحج إليه من غير أهله. وفقنا الله وإياكم لمحابه (3). والسلام 68 - (ومن كتاب له عليه السلام) إلى
سلمان الفارسي رحمه الله قبل أيام خلافته أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية لين مسها،
قاتل سمها، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما أيقنت من فراقها. وكن آنس ما تكون بها (4) أحذر ما تكون منها.
____________________
(1) فإنها أي الحاجة إن ذيدت أي دفعت ومنعت مبني للمجهول من ذاده يذوده إذا طرده ودفعه. ووردها بالكسر: ورودها وعدم الحمد على قضائها بعد الذود لأن حسنة القضاء لا تذكر في جانب سيئة المنع (2) قبلك بكسر ففتح أي عندك.
ومصيبا حال. والفاقة: الفقر الشديد. والخلة بالفتح: الحاجة (3) محابه بفتح الميم: مواضع محبته من الأعمال الصالحة (4) آنس حال من اسم كن أو من