نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١٢٣
وذكرت أني قتلت طلحة والزبير، وشردت بعائشة (1) ونزلت بين المصرين، وذلك أمر غبت عنه فلا عليك ولا العذر فيه إليك وذكرت أنك زائري في المهاجرين والأنصار وقد انقطعت الهجرة يوم أسر أخوك (2)، فإن كان فيك عجل فاسترفه (3)، فإني إن أزرك فذلك جدير أن يكون الله إنما بعثني للنقمة منك، وإن تزرني فكما قال أخو بني أسد:
مستقبلين رياح الصيف تضربهم * بحاصب بين أغوار وجلمود (4) وعندي السيف الذي أعضضته بجدك (5) وخالك وأخيك في مقام واحد. وإنك والله ما علمت (6). لأغلف القلب المقارب العقل، والأولى أن يقال لك إنك رقيت سلما أطلعك مطلع سوء عليك لا لك،
____________________
بليلة خوف القتل وخشية من جيش النبي صلى الله عليه وسلم البالغ عشرة آلاف ونيفا. وأنف الاسلام: أشراف العرب الذين دخلوا فيه قبل الفتح (1) شرد به:
سمع الناس بعيوبه، أو طرده وفرق أمره. والمصران: كوفة والبصرة (2) أخوه عمرو بن أبي سفيان أسر يوم بدر (3) فاسترفه فعل أمر أي استرح ولا تستعجل (4) الجلمود بالضم: الصخر. والأغوار: جمع غور بالفتح وهو الغبار والحاصب ريح تحمل التراب والحصى (5) جده عتبة بن ربيعة، وخاله الوليد بن عتبة، وأخوه حنظلة قتلهم أمير المؤمنين يوم بدر. وأعضضته به: جعلته يعضه. والباء زائدة (6) ما خبر إن، أي أنت الذي أعرفه. والأغلف خبر بعد خبر. وأغلف القلب الذي لا يدرك كأن قلبه في غلاف لا تنفذ إليه المعالي. ومقارب العقل ناقصه ضعيفه
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست