قلت - ذكر الطحاوي عن الشافعي ان اقسم ليس بيمين وعن أبي حنيفة وصاحبيه انه يمين والدليل على ذلك قوله تعالى (فلا اقسم بمواقع النجوم) ثم قال تعالى (وانه لقسم) فدل على أن قول القائل اقسم يمين وان لم يقل بالله وقال تعالى (إذ اقسموا ليصر منها مصبحين ولا يستثنون) - ولو لم يكن يمينا لم يكن فيه ثنيا فدل ذلك على أنه لا فرق بين احلف واحلف بالله وأقسم وأقسم بالله) وذكر البيهقي في أول هذا الباب (ان رجلا رأى ظلة ينطف منها السمن والعسل) إلى آخره (وان أبا بكر رضي الله عنه عبرها وانه عليه السلام قال له أصبت بعضا وأخطأت بعضا قال أقسمت لتحدثني بالذي أخطأت فقال عليه السلام لا تقسم) - قلت - ذكر القرطبي في شرح مسلم ان قوله لا تقسم مع أنه قد اقسم معناه لا تعد في القسم ففيه ما يدل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بابرار القسم ليس بواجب وإنما هو مندوب إليه إذا لم يعارضه ما هو أولى منه انتهى كلامه وظاهر هذا انه عليه السلام جعل قول أبى بكر أقسمت يمينا وهو خلاف مذهب البيهقي ومدعاه يدل عليه ان أبا داود ذكر هذا الحديث في سننه في باب ما جاء فيما يكون القسم يمينا وقال الخطابي في المعالم لولا أنه يمين ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقسم -
(٣٩)