العروة الوثقى - السيد محمد صادق الروحاني - ج ٢ - الصفحة ٣٨٨
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب المزارعة وهى المعاملة على الأرض بالمزارعة بحصة من حاصلها وتسمى مخابرة أيضا ولعلها من الخبرة بمعنى النصيب كما يظهر من مجمع البحرين، ولا اشكال في مشروعيتها بل يمكن دعوى استحبابها لما دل على استحباب الزراعة بدعوى كونها أعم من المباشرة والتسبيب. ففي خبر الواسطي قال: سئلت جعفر بن محمد عليه السلام عن الفلاحين قال هم الزارعون كنوز الله في أرضه وما في الأعمال شئ أحب إلى الله من الزراعة وما بعث الله نبيا الا زارعا الا إدريس عليه السلام فإنه كان خياطا. وفى آخر عن أبي عبد الله عليه السلام الزارعون كنوز الأنام يزرعون طيبا اخرجه الله وهم يوم القيامة أحسن الناس مقاما وأقربهم منزلة يدعون المباركين. وفى خبر عنه عليه السلام قال سئل النبي صلى الله عليه وآله اي الأعمال خير قال زرع يزرعه صاحبه وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده قال: فأي الأعمال بعد الزرع قال رجل في غنم له قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة قال: فأي المال بعد الغنم خير قال البقر يغدو بخير ويروح بخير قال فأي المال بعد البقر خير قال الرأسيات في الوحل المطعمات في المحل نعم المال النخل من باعها فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق اشتدت به الريح في يوم عاصف الا ان يخلف مكانها قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله فأي المال بعد النخل خير فسكت فقام اليه رجل
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»