العروة الوثقى - السيد محمد صادق الروحاني - ج ١ - الصفحة ٣٠٨
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصلاة مقدمة في فضل الصلاة اليومية وأنها أفضل الأعمال الدينية: اعلم أن الصلاة أحب الاعمال إلى الله تعالى، وهي آخر وصايا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهي عمود الدين، إذا قبلت قبل ما سواها، وان ردت رد ما سواها، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم، فان صحت نظر في عمله، وان لم تصح لم ينظر في بقية عمله، ومثلها كمثل النهر الجاري فكما أن من اغتسل فيه في كل يوم خمس مرات لم يبق في بدنه شئ من الدرن، كذلك كلما صلى صلاة كفر ما بينهما من الذنوب، وليس ما بين المسلم وبين أن يكفر الا ان يترك الصلاة، وإذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد، فأول شئ يسئل عنه الصلاة فإذا جاء بها تامة والا زج في النار، وفي الصحيح قال مولانا الصادق عليه السلام: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، الا ترى إلى العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام قال:
وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وروى الشيخ في حديث عنه عليه السلام قال: وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات. وقد استفاضت الروايات في الحث على المحافظة عليها في أوائل الأوقات، وأن من استخف بها كان في حكم التارك لها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس مني من استخف بصلاته، وقال: لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته، وقال: لا تضيعوا صلاتكم، فان من ضيع صلاته حشر مع قارون
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»