الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٢٧ - الصفحة ٢١٥
المستغفرين أوقات السحر يدل على أن الدعاء فيه أفضل، والصلاة فيها الدعاء والاستغفار.
مسألة 273: الوتر سنة مؤكدة وليس بواجب، وبه قال جميع الفقهاء إلا أبا حنيفة.
وبمذهبنا قال علي عليه السلام، وعبادة بن الصامت، وهو اختيار أبي يوسف ومحمد.
وقال أبو حنيفة: هو فرض، وأصحابه يقولون: هو واجب عنده.
وقال ابن المبارك: ما علمت أحدا قال الوتر واجب إلا أبا حنيفة.
قال حماد بن زيد: قلت لأبي حنيفة: كم الصلاة؟ قال: خمس. قلت:
فالوتر؟ قال: فرض، قلت: فكم الصلاة قال: خمس قلت: فالوتر قال فرض.
قلت: لا أدري تغلط في الجملة أو في التفصيل.
دليلنا: إجماع الفرقة فإنهم لا يختلفون في ذلك وإن كان قد ورد في أخبارهم أن صلاة الليل واجبة، ويريدون بذلك شدة تأكدها.
وأيضا الأصل براءة الذمة، والإيجاب يحتاج إلى دليل.
وأيضا قوله تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى، يدل على ذلك، لأنه ثبت به أن الصلوات خمس، لأن لها وسطى، فلو كان الوتر واجبا لكانت ستا، فلا تكون لها وسطى.
وروي عن علي عليه السلام أنه قال: الوتر ليس بحتم إنما هو سنة سنها نبيكم.
وروى طلحة بن عبيد الله قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله عن الإسلام؟ فقال: خمس صلوات في اليوم والليلة فقال: هل علي غيرها؟
فقال: لا إلا أن تتطوع، ثم سأله عن الصدقة؟ فقال: الزكاة فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تتطوع، ثم سأله عن الصوم؟ فقال: شهر رمضان في كل
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»