الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج ٢٧ - الصفحة ١٤٩
البلايا، وأعقاب الصلوات، وبه قال الشافعي، والليث بن سعد، وأحمد، ومحمد بن الحسن، غير أن محمدا كان يقول: لا بأس، وكلهم قالوا في جميع المواضع ولم يخصوا عقيب الصلوات بالذكر.
وقال مالك مكروه.
وعن أبي حنيفة روايتان إحداهما: مكروه مثل قول مالك، والثانية: ليست بشئ يعني ليست مشروعة.
دليلنا: إجماع الفرقة، وأيضا قوله: اركعوا واسجدوا وهذا عام في جميع المواضع، وأيضا عموم أخبارنا بسجدة الشكر يدل على ذلك.
وروى أبو بكرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا جاء شئ يسره خر ساجدا وهذا عام.
وروى عبد الرحمن بن عوف قال: سجد رسول الله صلى الله عليه وآله فأطال السجود، فقلنا له: لم سجدت فأطلت السجود؟ قال: نعم، أتاني جبرائيل فقال: من صلى عليك مرة صلى الله عليه عشرا فخررت ساجدا، شكرا لله تعالى.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه لما أتي برأس أبي جهل سجد شكرا لله تعالى.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه رأى نغاشا فسجد. والنغاشي القصير الردئ من الرجال.
وروي عن علي عليه السلام أنه لما كان يوم النهروان قال: اطلبوا ذا الثدية فطلبوه فلم يجدوه فجعل يعرق جبينه وهو يقول والله ما كذبت ولا كذبت اطلبوه، فطلبوه فوجدوه في جدول تحت القتلى فأتي به، فسجد لله تعالى شكرا ولا مخالف له.
وروي عن أبي بكر أنه لما بلغه فتح اليمامة وقتل مسيلمة سجد شكرا لله.
وروى إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا ذكرت نعمة الله عليك وكنت في موضع لا يراك أحد، فألصق خدك
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»