الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٦٥
الزوال مع ما يتخلل ذلك من تعقيب (1)، وأذان، وإقامة لكل من الصلاتين لاحتاج إلى وقت كثير، وهذا ما يشق قطعا على سائر المسلمين، إذ منهم من هو في حاجة ملحة إلى الغذاء، ومنهم من يريد أن يمضي إلى كسبه، ومنهم من يريد راحته ونومه ولا سيما أيام شدة الحر في الصيف وشدة البرد في الشتاء، فإذا ربما كان (ص) يفرق بين الصلاتين ملاحظة لراحة المسلمين، ولا سيما أن المصلين كلهم لم يلتزموا بأداء النوافل فيشق عليهم الانتظار طيلة هذه المدة المذكورة.
قال الحر العاملي في (الوسائل) في تعليقه على اختلاف وقت الفضيلة لكل صلاة بما نصه: " وفي هذه الأحاديث اختلاف محمول على

(١) التعقيب بعد الفرائض من المستحبات المؤكدة، وورد عن الصادق (ع) أنه قال: من صلى فريضة وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه. وعنى التعقيب بعد الصلاة الجلوس بعدها لدعاء أو مسألة طال أم قصر. وقد وردت أدعية وأذكار في التعقيب كثيرة، مذكورة في كتب الأدعية، وقد ذكر السيد محسن الأمين العاملي - قدس سره - في كتابه (مفتاح الجنات) ج ١ فصولا في التعقيب وهي كما يلي: الفصل - ١٧ - في التعقيب المشترك بين جميع الفرائض من ص 74 - 88 وأوله أن يقول: (الله أكبر) ثلاث مرات رافعا بكل واحدة يديه إلى شحمتي أذنيه.. الخ. والفصل - 18 - في المختص بصلاة الظهر ص 89 - 91. والفصل - 19 - في المختص بصلاة العصر ص 91 - 92. والفصل - 20 - في المختص بصلاة المغرب ص 92 - 93. والفصل - 21 - في المختص بصلاة العشاء ص 94 - 96. والفصل - 22 - في المختص بصلاة الصبح ص 96 - 103. ومن هنا يتضح لنا أن الوقت المجعول بين الفريضتين لأجل النافلة أولا، ولأجل التعقيب ثانيا - إن شاء طال وإن شاء قصر.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»