البحث في رسالات العشر - محمد حسن القديري - الصفحة ٣٨٠
بالارجاء من جهة انه لا أثر للأمر بالتخيير في الاخذ بالخبرين فان المكلف بنفسه اما فاعل أو تارك، فتدبر جيدا. (ومنها) مرسلة عوالي اللئالي إذا فارجئه حتى تلقى امامك فتسأله (1) ولا يزيد مرسلته عن مرفوعته. (ومنها) رواية الميثمي: وما لم تجدوه في شئ من هذه الوجوه فردوا الينا علمه فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا فيه بارائكم وعليكم بالكف والتثبت والوقوف (2). وغاية ما تدل هذه الرواية عليه ان لا يقال في الروايتين المختلفتين بالرأي، ويلزم التوقف عن ذلك، واما العمل بواحد من الخبرين تخييرا فلا تدل الرواية على نفيه. (ومنها) ذيل المقبولة: فارجئه حتى تلقى امامك، فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات (3) ولكن بما ان المقبولة واردة في القضاء وفصل الخصومة، ومن الظاهر أنه لا ترتفع الخصومة بالتخيير، فلا يمكن الاستدلال بها في غير ذلك من تعارض الروايتين. (ومنها) بعض روايات ضعيفة قاصرة الدلالة نظير رواية السرائر: ما علمتم انه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه الينا (4) وقريب منها ما في المستدرك عن البصائر (5). ولا تدل الرواية على وجوب التوقف ولزوم الرد إليهم عليهم السلام أعم من التوقف في العمل، مع أن طرفي المعارضة ما علم بأنه قولهم عليه السلام وما لم يعلم، ومن البديهي ان اللازم حينئذ الأخذ بالمعلوم دون غيره، وهذا غير

(١) مستدرك الوسائل: ج ٣ باب ٩ من كتاب القضاء حديث ٢.
(٢) الوسائل: ج ١٨ باب ٩ من أبواب صفات القاضي حديث ٢١.
(٣) الوسائل: ج ١٨ باب ٩ من أبواب صفات القاضي حديث ٣٦.
(٤) مستدرك الوسائل: ج ٣ باب ٩ كتاب القضاء حديث 9.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»