التقية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، واللعن الدائم على أعداء آل محمد أجمعين. وقبل الورود في أصل المطلب لابد من تقديم أمور: الأول: التقية لغة هي تحفظ الشئ عن امر ما، كوقاية المال عن السرق والطفل عن الغرق والكتاب عن الحرق.
ومن ذلك التقية المصطلحة وهو تحفظ النفس عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق كما عرفها الشيخ - قدس سره - بذلك. فليس في التقية جعل قبال المعنى اللغوي، مضافا إلى أن الالتزام بذلك بلا ملزم ثبوتا مع عدم الدليل عليه اثباتا. واما التعريفات الواقعة في كلمات العلماء لذلك فليست من جهة الالتزام بالوضع الجديد بل انما هي في مقام الإشارة إلى المصداق الخاص من التقية المعروضة للأحكام الخاصة.
الثاني: التقية ليست من العناوين المتأصلة التي لها مطابق في الأعيان بل هي عارضة على الشئ كالفعل النحوي المسمى بالحركة الفاعلية في اصطلاح المعقول، وحيث انه ليس للحركة الفاعلية جنس ولا فصل فليس لها عنوان منتزع من صميم ذاتها فلا يكون عنوان التقية عنوانا متأصلا بمعنى الانتزاع عن ذاتيات شئ ما حتى يكون التطبيق عليها بلحاظ ذلك، وانما تكون معنونا بالعناوين الخاصة بواسطة الحيثيات والإضافات كالأكل والشرب وغير ذلك. ثم إن تلك العناوين حيث تطرأ عليها بسبب الحيثيات والإضافات الأولية تسمى بالعناوين الأولية. وأما ما قد ينطبق عليها من العناوين بعد تعنونها