التي هي قائمة بها ليرحم الأشياء كلها بها.
(ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم) أي، من لم يحصل له هذا الأمر بالذوق ليكون راحما بالفعل مالكا لهذه الصفة متمكنا فيها، ولا له قدم بوجه من الوجوه في هذا المقام. (ما اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة، أو عين الصفة، ولا غيرها. فقال) أي، الأشعري. (ما هو عين الصفة ولا غيرها. فصفات الحق عنده لا هي هو ولا هي غيره، لأنه لا يقدر على نفيها، ولا يقدر أن يجعلها عينه، فعدل إلى هذه العبارة. وهي عبارة حسنة، وغيرها) أي، وغير هذه العبارة. (أحق بالأمر منها) أي، أحق بما في نفس الأمر منها. (وأرفع للإشكال.) وهو أن يكون الذات ناقصة بالذات مستكملة لنفسها بالصفات.
(وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودا قائما بذات الموصوف) (هو) عائد إلى قوله: (وغيرها). أي، القول بنفي أعيان الصفات الزائدة على الذات القائمة بها أولى وأليق بما في نفس الأمر وأرفع للإشكال من أن يجعل له صفات زائدة على ذاته تعالى قائمة بها، وهي لا عينها ولا غيرها. والقول بالنفي مذهب أكثر الحكماء والمعتزلة.
(وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة.) أي، وإنما الصفات نسب وإضافات، تلحق بالذات الإلهية، حاصلة بين الذات الموصوفة بها وبين الأعيان المعقولة لها، إذ لكل صفة حقيقة يمتاز بها عن غيرها، فتلك الحقائق أعيانها (12)