(وإن كان الكل قد سبق ليدل على عين واحدة مسماة. ولا خلاف في أنه لكل اسم حكم ليس للآخر، فذلك أيضا ينبغي أن يعتبر، كما تعتبر دلالتها على الذات المسماة.) أي، ولا خلاف أن لكل اسم حكما يختص به، وليس ذلك للآخر، فذلك الحكم أيضا ينبغي أن يعتبره السائل كما اعتبر الذات، وذلك لأن السائل لا بد له من مطلوب يطلبه، فينبغي أن يطلب ذلك من الذات باسم يعطى بخصوصية مطلوبه، كما لمريض إذا دعا (يا الله) أو (يا رحمان) ينبغي أن يعتبر الشفاء ليقتضي الله حاجته على يد (الشافي).
(ولهذا قال أبو القاسم بن القسي (14) في الأسماء الإلهية: إن كل اسم على انفراده مسمى بجميع الأسماء الإلهية كلها، إذا قدمته في الذكر، نعته بجميع الأسماء. وذلك لدلالتها على عين واحدة، وإن تكثرت الأسماء عليها واختلفت حقائقها.) أي، حقائق تلك الأسماء. أي، ولأجل أن الأسماء كلها في دلالتها على الذات لا يختلف، قال أبو القاسم بن القسي - وهو صاحب خلع النعلين، وذكر الشيخ في الفتوحات أنه كان من أكابر أهل الطريق -: إن أي اسم من الأسماء إذا قدمته في الذكر، نعته بجميع الأسماء لأنه دليل الذات، والذات منعوته بجميع الأسماء والصفات (15)