شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٥٤
وجه الشرع. وطريق الحل أن حملنا النارية على النورية. وإن حملناها على حقيقتها المحرقة، يكون سببا للتوغل في الشهوة والانحطاط في الدركات، لغلبة نار الشهوة على نور الروح. والله أعلم بالصواب.
(فكان الحق فيه منزها) أي، كان الحق في المقام العقلي منزها - على اسم المفعول.
(فكان) أي إلياس. (على النصف من المعرفة بالله، فإن العقل إذا تجرد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره، كانت معرفته بالله على التنزيه، لا على التشبيه.) (3) لأنه لا يدرك مدرك ما شيئا إلا بحسب ما منه فيه. كما هو مقرر في قواعد التحقيق.
ومقامه تنزيه ربه، لذلك قال الملائكة: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).
فكان على النصف من المعرفة.
(وإذا أعطاه الله المعرفة بالتجلي، كملت معرفته بالله، فنزه في موضع وشبه في موضع.) أي، نزه في موضع التنزيه، تنزيها حقانيا، وشبه في موضع التشبيه، تشبيها عيانيا، فيكون تنزيهه تنزيه الحق، وتشبيهه تشبيه الحق.
(ورأى سريان الحق بالوجود في الصور الطبيعية والعنصرية، فما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق عينها.) كما هو الأمر عليه في نفسه.
(وهذه هي المعرفة التامة) أي، هذه المعرفة هي المعرفة التامة (4) (التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند الله) لأن الشرائع كلها تحكم بالتشبيه والتنزيه، ولا ينفرد بأحدهما.
(وحكمته بهذه المعرفة الأوهام كلها.) لأن (الوهم) يلبس المعاني، كلية كانت أو جزئية، نوعا من الصور المتخيلة في الذهن. وهذا تشبيه في عين التنزيه،

(3) - ولذا ترى التنزيه غالبا معتقد أرباب الحكمة النظرية. وإنما قلنا (غالبا)، لأن التنزيه الصرف الموجب للتحديد وقف على المعتزلة والفقهاء وأرباب الحديث من دون دراية. (ج) (4) - ولما لم يكن ضمير (هي) في نسخة الشارح العلامة، قرر كلام الشيخ بقوله: (أي، هذه المعرفة هي المعرفة التامة). ومعلوم أن كلام الشيخ: (وهذه هي المعرفة التامة...) (ج)
(١٠٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1045 1045 1051 1052 1053 1054 1055 1056 1057 1058 1059 ... » »»