شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٤١
(وإن كانت الرحمة جامعة، فإنها بالنسبة إلى كل اسم إلهي مختلفة. فلهذا يسأل سبحانه أن يرحم بكل اسم إلهي، فرحمه الله.) (يسأل) على المبنى للمفعول. و (أن يرحم) على المبنى للفاعل. أي، الرحمة الذاتية، وإن كانت جامعة لجميع أنواع الرحمة، لكنها يختلف بالنسبة إلى الأسماء المختلفة، إذ كل منها يرحم مظهره وداعيه بما يخصه، ويعطى حقيقته. (فلهذا) أي، فلأجل هذا الاختلاف يسأل الحق سبحانه أن يرحم بكل واحد من أسمائه، فيرحم الله ذلك السائل بالاسم الذي سأل. (فرحمه الله) بمعنى يرحمه الله، كما يقال في الدعاء: رحمه الله. ويجوز أن يكون ب‍ (التاء) والإضافة إلى (الله). أي، فرحمها الله.
(والكناية هي التي وسعت كل شئ.) (الكناية) هي ضمير المتكلم في قوله: (ورحمتي وسعت كل شئ). والمخاطب في قوله: (ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما) (13) أي، رحمة الله والذات التي (الكناية) تدل عليها، هي التي وسعت كل شئ إذ رحمته عين ذاته كما مر آنفا.
(ثم، لها شعب كثيرة تتعدد بتعدد الأسماء الإلهية. فما تعم بالنسبة إلى ذلك الاسم الخاص الإلهي في قول السائل: رب ارحم. وغير ذلك من الأسماء. حتى (المنتقم)، له أن يقول: (يا منتقم، ارحمني،) (ما) في قوله: (فما تعم) للنفي.
أي، ثم للرحمة الإلهية شعب كثيرة يتعدد بتعدد الأسماء الإلهية. أي، إذا قال السائل: رب ارحمني. أو: يا الله ارحمني. أو غير ذلك من الأسماء، حتى للسائل

(13) - أي، رحمته وعلمه الذي عين ذاته وعين رحمته ملأت أركان العالم، ولا يشذ شئ عن ذاته، أي وجوده وعلمه وقدرته وحياته. (ج)
(١٠٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1032 1033 1034 1035 1035 1041 1042 1043 1044 1045 1045 ... » »»