شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٢٨
يحن بعضهم بعضا.
(مكانة الرحمة المثلى إذا علمت من الشهود مع الأفكار عالية) المكانة المرتبة العلية والمنزلة الرفيعة، و (المثلى) الفضلي، تأنيث (الأفضل). كما قال تعالى: (ويذهبا بطريقتكم المثلى). أي، إذا علمت مكانة الرحمة بطريق الشهود، كانت عالية على الأفكار، أي، كانت بحيث لا تدركها الأفكار.
ف‍ (عالية) خبر المبتدأ. و (مع) بمعنى (على). ولو قلنا معناه، إذا علمت من الشهود والأفكار على سبيل الجمع بينهما، أي إذا علمت عين الرحمة بالشهود و لوازمها بالأفكار، ظهر علوها ومنزلتها الرفيعة، ف‍ (مع) على معناه (3) (فكل من ذكرته الرحمة فقد سعد، وما ثمة إلا من ذكرته الرحمة. وذكر الرحمة الأشياء عين إيجادها إياها. فكل موجود مرحوم (4) فلا تحجب يا وليي عن إدراك ما قلناه بما تراه من أصحاب البلاء، وما تؤمن به من آلام الآخرة التي لا تفتر عمن قامت به.) أي، عمن قامت الآلام ووجوداتها به.

(٣) - (فمع على معناه) أي، لا بمعنى (على). (ج) (٤) - واعلم، الرحمة الفعلية يعد من المرحومين بالنسبة إلى الرحمة الوصفية أو الأسمائية، كما أن الرحمة الأسمائية كانت من المرحومين بالنسبة إلى الرحمة الذاتية. أي، الرحمة المستجنة في الأحدية التي تكون في تعين الأول، أي الذات، منشأ لانتشاء الوحدة التي تكون أصل القابليات. ولهذه الوحدة اعتبارين: أحده اعتباره أو نسبته إلى بطون الذات، والذات بهذا الاعتبار أحد. ولها اعتبار آخر من جهة ظهور الذات، ويسمى واحدا وفي الأحدية الذاتية كل الجهات مستجنة بالاستجنان الذاتي، وبهذا الاعتبار كل صفة واسم وعين لا تعين لها، لأنها كأصل الوجود لا تعين لها، ولذا لا يشار إليها. وفي هذه المرتبة لا صفة ولا موصوف، ولذا قال آدم الأولياء: (كمال الإخلاص نفى صفات عنه). وقال أيضا:
(الحقيقة محو الموهوم وصحو المعلوم). (ج)
(١٠٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1023 1024 1025 1026 1027 1028 1029 1030 1031 1032 1033 ... » »»