شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٢٦
هو المرتبة التي بها يحكم الوجود على الشئ. ألا ترى السلطان ما دام متحققا بالسلطنة تجرى أحكامه وينفذ أوامره في رعاياه ولو كان صبيا، وعند انعزاله من السلطنة، لا ينفذ له حكم أصلا مع أنه موجود، وكذا الوزير والقاضي وجميع أصحاب المناصب. ولما كان هذا المعنى غير مشعور به مع وضوحه وحقيته، قال:
(وهو علم غريب ومسألة نادرة.) قوله: (ولا يعلم تحقيقها إلا أصحاب الأوهام.) أي، الذين يتوهمون أمورا لا وجود لها، وتنفعل نفوسهم منها ويتأثر انفعالا عظيما وتأثرا قويا، هم الذين يدركون بالذوق الأمور المعدومة المتوهمة كيف تؤثر فيهم. وأما من لا يتأثر من الوهم، أي ما يدركه الوهم من الأمور المعدومة المتوهمة، فليس له نصيب من هذه المسألة بحسب الذوق.
وقيل معناه: أي، الذين يؤثرون في الأشياء بالوهم فيوجدونها، فإنهم يعلمون ذلك علم ذوق. وفيه نظر. لأن الكلام في أن المعدوم يؤثر في الموجود، لا أن الموجود يؤثر في المعدوم، (2) والوهم قوة موجودة في الخارج. والله أعلم. شعر:

(2) - قال الشيخ الكبير مولانا، صدر الملة والدين، صدر الدين القونوي، في المفتاح والنصوص: (كما أنه من ذاق هذا المشهد وقد كان علم أن الأعيان الثابتة هي حقائق الموجودات وأنها غير مجعولة، وحقيقة الحق منزهة عن الجعل والتأثر، وما ثم أمر ثالث غير الحق والأعيان، فإنه يجب أن يعلم أن إن صح ما ذكرنا أن لا أثر لشئ في شئ، وأن الأشياء هي المؤثرة في أنفسها، وأن المسمات عللا وأسبابا مؤثرة شروط في ظهور الأشياء في أنفسها، لا أن ثمة حقيقة تؤثر في حقيقة غيرها). آنچه شيخ محقق قونوى فرمود در انظار عاميه ومنغمران در علوم نقليه واضح البطلان است، وانظار عاميه به تباين معتقدند.
بايد فهميد كه حقايق وجود در سلك وجودى واحد قرار دارند وفيض از عالى به دانى مى رسد. ديگر آنكه فيض بعد از مرور به مراتب عقلي وبرزخى به عالم ماده مى رسد، و در باطن انسان مادى وجود برزخى أو، ودر باطن وجود مثالى أو مثال مطلق، قرار دارد، و در باطن وغيب برزخ عقل قرار دارد، فالإنسان لا يتغذي إلا قبل نفسه، كما صرح به صدر الدين الشيرازي، مولى صدرا. فالإسم الحاكم على المظاهر متحد معها وجودا. و قال القونوي: (وهكذا فليعرف الأمر في المدد. فليس ثمة شئ يمد شيئا. فالمدد يصل إلى ظاهر الشئ من باطنه، والتجلي النوري الوجودي يظهر ذلك، وليس الإظهار بتأثير في حقيقة ما أظهر، فالنسب هي المؤثرة بعضها في البعض بمعنى أن بعضها سبب لانتشاء البعض وظهور حكمه في الحقيقة التي هي محتدها. ومن جملة ما يعرفه ذائق هذا التجلي أن لا أثر للأعيان الثابتة من كونها مرائي للتجلي الوجودي الإلهي إلا من حيث ظهور التعدد الكائن في غيب ذلك التجلي، فهو أثر في نسبة الظهور الذي هو شرط في الإظهار).
يريد الشيخ أن العلية هي تنزل العلة لكونها من الحقائق الإرسالية، لأنه عال في دنوه، و دان في علوه. چه آنكه حق يتنزل في المراتب وأظهر نسبه وشؤونه في مرائي الممكنات. و اوست ظاهر مى شود در مظاهر طوليه وعرضيه وأو محول حقايق كونيه است، نه آنكه متحول شود به صور علميه در مرتبه الوهيت وتجافى نمايد از مقام غيب الغيوب. وهو الذى يظهر المظاهر ويختفى في عينها. أسماء كليه حقايق مؤثره وأسماء جزئيه متأثره ظاهر در صور اعيان اند، واعيان ثابته، كه حقايق امكانيه متعينه در حضرت علميه‌اند، مانند أسماء الهيه كليه از جهت معقوليت وتحقق در (احديت)، كه محتد ومجمع واصل جميع اسماست، در خارج متحقق نگردند. وآنچه از اين أسماء واعيان در كون تحقق يابند، اظلال وافياء حقايق معقوله‌اند، ولها التحقق فيماله وجود عينى. نه اعيان از آن جهت كه صور علميه وانحاء تعقلات حق اند قبول تأثر مى نمايند، نه أسماء مبدأ ظهور وتعين اعيان. ولها أظلال وأفياء. ماهيات واعيان خارجيه اظلال اعيان، واعيان اظلال أسماء، وأسماء نسب ذات وظل ذات اند از آن جهت كه ظاهر به ذات خود است در (احديت)، نه احديت ذاتيه، لذا قال الشيخ الكبير: (الحق يتعالى أن يكون متأثرا لأنه محول الأحوال لا متحول ويتعالى حقائق الممكنات حيث حقائقها. (يعنى عينيت با ذات با قبول كثرت مفهومى)... فلا أثر للمرآة من حيث هى في حقيقة المنطبع فيها). (ج)
(١٠٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1021 1022 1023 1024 1025 1026 1027 1028 1029 1030 1031 ... » »»