شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٢٣
اسم من الأسماء الذاتية يطلب ذلك الوجود بذاته كل واحد من الأعيان ليكون مظهره ومستواه في العلم والعين، عمت رحمته تعالى كل عين لأجل ذلك الطلب.
فقوله: (لذلك) متعلق بقوله: (عمت). و (عمت) جواب (لما).
ويجوز أن يكون الفاعل ضميرا عائدا إلى (كل عين). وضمير المفعول عائدا إلى (الوجود). ومعناه: لما كان لكل عين وجود في خزانة غيبه تعالى مقدر أن يفيض عليه وكان يطلب كان عين ذلك الوجود من الله، عمت رحمته كل عين، فأفاضت على كل منها وجودها لأجل ذلك الطلب الذي من الأعيان.
(فإنه برحمته التي رحمه بها قبل) بكسر (الباء). (رغبته في وجود عينه، فأوجدها.) تعليل لعموم الرحمة. أي، فإن كل عين برحمة الله التي رحمه الحق بها أزلا، فأعطاه الوجود العلمي قبل رغبته في الوجود العيني، أي، صار قابلا طالبا للوجود الخارجي، (فأوجدها) الله، أي الأعيان فيه.
فضمير (فإنه) و (قبل) عائد ان إلى (كل عين). ويجوز أن يكونا عائدين إلى (الله). وضمير (رحمه) إلى (كل عين). ذكره باعتبار لفظ (الكل)، أو باعتبار الشئ، إذ في بعض النسخ: (كل شئ). ومعناه: فإن الله برحمته التي رحم الكل بها قبل رغبته كل شئ في وجود عين ذلك الشئ. أي، قبل الله سؤاله وأجاب ندائه ورغبته في وجوده العيني، فأوجدها، أي الأعيان فيه، كما يقال:
تقبل الله منك. و (قبل) على التقديرين خبر (إن).
وقرأ بعض العارفين (قبل)، بسكون (الباء)، وقال: أي، فإن الله برحمته التي رحم الشئ بها سابق رغبته في وجود عينه. أي، طلبه (فأوجدها) أي الرغبة. وفيه نظر.
(فلذلك قلنا: إن رحمة الله وسعت كل شئ وجودا وحكما.) أي، فلأجل قبول الحق طلب الأعيان ورغبتها في أن تكون موجودة في الخارج، قلنا: إن رحمة الله وسعت كل شئ وجودا وحكما. أما (وجودا) فظاهر. وأما (حكما)، فلأنه رحم وقبل سؤال كل شئ، فأعطاه الاستعداد والقابلية للوجود العيني، فوجد في العين، فذلك القبول وإعطاء الاستعداد رحمة من الله على الأعيان
(١٠٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1017 1018 1019 1021 1022 1023 1024 1025 1026 1027 1028 ... » »»