الحقائق والشهود اليقيني، يعطى للعارف المشاهد أن الأشياء لا تزال تتكون في كل آن ونفس على الدوام، كما قال تعالى: (بل هم في لبس من خلق جديد).
والكون لا يكون إلا بعد الانعدام، وكل منهما لا يمكن بلا ميل (15) أما الانعدام، فلأنه لا يحصل إلا بالميل إلى الباطن. وهذا الميل في الحيوان يسمى (انحرافا) في الطبيعة، وفي غيره من المركبات يسمى (تعفينا)، كما إذا تغير مزاج فاكهة أو لبن أو عصير، أو غير ذلك، يقال: عفن. وذلك الميل بالنسبة إلى جناب الحق يسمى (إرادة). وذلك لأنها المخصصة والمرجحة في حق الممكنات، إما إلى الوجود، أو العدم، والتخصيص والترجيح عين الميل بأحد الحكمين