شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٧٦٨
فأجأره (5). وقال: تأبط شرا. شعر: (ألهت إليها والركائب وقف). فالمألوه المفزع والملجأ.
وثالثها، (الثبات). يقال:
ألهنا بمكان كذا. أي، أقمنا. قال الشاعر: (ألهنا بدار ما تبيد رسومها). فالمألوه المثبت.
ورابعها، (السكون). يقال: ألهت إليه. أي، سكنت إليه. فالمألوه المسكون إليه.
وخامسها، (التحير). يقال: أله زيد. إذا تحير. فالمألوه المتحير فيه.
ولا شك أن (المعبود) و (المفزوع إليه) و (المسكون إليه) هو الحق و (المتحير) و (المثبت) هو العالم. ويمكن أن يستعمل لغة في معان آخر يليق ب‍ (العالم).
و (الألوهية) اسم المرتبة الإلهية، أي، هذه المرتبة تطلب وجود العالم، و هو المألوه، لأن كل واحد من أسماء الصفات والأفعال يقتضى محل ولايته ليظهر به، كالقادر للمقدور، والخالق للمخلوق، والرازق للمرزوق، وهكذا غيرها.
والفرق بين (الألوهية) و (الربوبية) أن (الألوهية) حضرة الأسماء كلها - أسماء الذات والصفات والأفعال، و (الربوبية) حضرة أسماء الصفات والأفعال فقط (6) لذلك تأخرت عن المرتبة الإلهية. قال تعالى: (الحمد لله رب العالمين).
(وإلا) أي، وإن لم تكن (الألوهية) و (الربوبية) طالبة للمألوه والمربوب، لا يكون شئ منها متحققا، كما لا يتحقق الأبوة إلا بالإبن، والبنوة إلا بالأب،

(5) - أي، خلصه. (ج) (6) - قوله: (إن الألوهية...). (الرب) كما أنه من أسماء الصفات والأفعال، فكذلك أنه من أسماء الذات، إذا أخذ بمعنى (الثابت) كما نقل عن الشيخ، فعلى هذا، يكون بينهما المساواة. ويمكن أن يقال، إن الفرق بين (الألوهية) و (الربوبية) بعد اشتراكهما في كونهما من أسماء الأفعال - كما هو التحقيق عندنا - أن (الألوهية) أشمل من (الربوبية)، فإن الثاني يختص بما يحتاج إلى التربية، كعالم الطبيعة والهيولائيات، بخلاف الأول. (الامام الخميني مد ظله)
(٧٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 763 764 765 766 767 768 769 770 771 772 773 ... » »»