شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٣
يظهر الحقايق فيه. فحاله مع معلوماته كحال العقل الأول. بل في التحقيق علمه أيضا فعلى من وجه وهو من حيث مرتبته (16) وان كان انفعاليا من وجه آخر بل هو أشد اتصافا بالعلم الفعلي من العقل الأول لأنه الخليفة والمتصرف في كل العوالم. وحقية هذا الكلام وما ذكر من قبل انما ينجلي لمن يظهر له حقيقة الفعالية ويظهر له وحدة الوجود في مراتب الشهود وان علمه تعالى عين ذاته ومعلوماته أيضا كذلك والامتياز بتجلياته المعينة فقط، والله اعلم.

(16) - لان الانسان الختمي المحمدي أو العلوي يكون عين المشية والفيض المقدس بل الأقدس. ولكن لسان مرتبتهم، أي الأولياء المحمديين، مختلفة بحسب مرتبتهم: ولذا يكون لسان مرتبتهم تارة: (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى). وتارة: (نحن مشية الله). وتارة أخرى: (نحن الآخرون السابقون). بهم فتح الله وبهم يختم. أو: (انا آدم الأول، انا القلم وانا اللوح). ويشير (ص) إلى مرتبته: (آدم ومن دونه تحت لوائه). و: ( نفوسكم في النفوس وأرواحكم في الأرواح وأجسادكم في الأجساد، بنا عرف الله وبنا عبد الله). قوله: (أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني). من إحدى ألسنته الوجودية و المقامية. ولا يخفى ان درك هذه الألسنة ذوقا وفهم مراتبهم الاجمالية والتفصيلية صعب مستصعب ومن لم يذق هذا المشهد لم يكن محمدي المشرب. 12
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 89 90 91 92 93 97 98 99 100 101 ... » »»